يمكن أن يؤثر تغير المناخ على المجتمع من خلال التأثيرات على عدد من الموارد الاجتماعية والثقافية والطبيعية المختلفة، وعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤثر تغير المناخ على صحة الإنسان والبنية التحتية وأنظمة النقل فضلاً عن الطاقة والغذاء وإمدادات المياه.
كيف يؤثر المناخ على المجتمع
من المحتمل أن تواجه بعض المجموعات تحديات أكبر من غيرها، وقد يؤثر تغير المناخ بشكل خاص على الأشخاص الذين يعيشون في المناطق المعرضة للعواصف الساحلية والجفاف وارتفاع مستوى سطح البحر أو الأشخاص الذين يعيشون في فقر وكبار السن ومجتمعات المهاجرين.
وبالمثل، قد تواجه بعض أنواع المهن والصناعات تحديات كبيرة من تغير المناخ، فالمهن التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالطقس والمناخ، مثل السياحة الخارجية والتجارة والزراعة، من المحتمل أن تتأثر بشكل خاص.
التأثير على الضعف والإنصاف
سيؤثر تغير المناخ المتوقع على مجموعات معينة من الناس أكثر من غيرهم، وذلك اعتمادًا على المكان الذي يعيشون فيه وقدرتهم على التعامل مع مخاطر المناخ المختلفة. ففي بعض الحالات، من المتوقع أن تؤدي تأثيرات تغير المناخ إلى تفاقم مواطن الضعف الحالية.
التأثير على الموقع الجغرافي
يؤثر المكان الذي يعيش فيه الناس على مدى تعرضهم لتغير المناخ:
- على مدى العقود الأربعة الماضية، نما عدد السكان بسرعة في المناطق الساحلية وفي المناطق الجنوبية والغربية من الولايات المتحدة، وهذه المناطق هي الأكثر حساسية للعواصف الساحلية والجفاف وتلوث الهواء وموجات الحرارة.
- من المرجح أن يواجه السكان في ماونتن ويست نقصًا في المياه وزيادة حرائق الغابات في المستقبل.
- من المرجح أن يواجه سكان القطب الشمالي مشاكل ناجمة عن ذوبان الجليد السرمدي وانخفاض الجليد البحري.
- على طول السواحل وعبر غرب الولايات المتحدة، تؤدي زيادة عدد السكان والتغيرات في المناخ إلى زيادة الطلب على البنية التحتية للنقل والمياه والطاقة.
القدرة على التعامل
المجموعات المختلفة لديها قدرات مختلفة للتعامل مع تأثيرات تغير المناخ:
- قد يواجه الأشخاص الذين يعيشون في فقر صعوبة في التكيف مع التغييرات. هؤلاء الأشخاص لديهم موارد مالية محدودة للتعامل مع الحرارة أو الانتقال أو الإخلاء أو الاستجابة للزيادات في تكلفة الغذاء.
- قد يكون كبار السن من بين أقل الأشخاص قدرة على التعامل مع آثار تغير المناخ.
- يشكل السكان الأكبر سنًا نسبة أكبر من السكان في المناطق الأكثر دفئًا في الولايات المتحدة. من المحتمل أن تشهد هذه المناطق درجات حرارة أعلى أو عواصف استوائية أو موجات جفاف ممتدة في المستقبل. من المتوقع أيضًا أن تنمو نسبة سكان الولايات المتحدة المكونة من البالغين فوق سن 65 عامًا من 13٪ في عام 2010 إلى 20٪ بحلول عام 2050.
- الأطفال الصغار هم فئة عمرية حساسة أخرى، لأن نظام المناعة وأنظمة الجسم الأخرى لا يزالون يتطورون ويعتمدون على الآخرين لرعايتهم في حالات الكوارث.
- لمعرفة المزيد عن تغير المناخ والصحة، يرجى زيارة صفحة التأثيرات الصحية والتكيف.
السكان الأصليين
المجتمعات والقبائل الأصلية متنوعة وتمتد إلى الولايات المتحدة، وفي حين أن كل مجتمع وقبيلة فريد من نوعه، إلا أن العديد منهم يتشاركون في الخصائص التي يمكن أن تؤثر على قدرتهم على الاستعداد والاستجابة والتعامل مع تأثيرات تغير المناخ. وتشمل هذه:
- الذين يعيشون في المناطق الريفية أو الأماكن الأكثر تضررا من تغير المناخ (مثل المجتمعات على طول الساحل).
- الاعتماد على البيئة المحيطة والموارد الطبيعية للغذاء والممارسات الثقافية والدخل.
- التعامل مع مستويات أعلى من المخاطر الصحية الحالية مقارنة بالمجموعات الأخرى.
- وجود معدلات عالية من الأفراد غير المؤمن عليهم والذين يجدون صعوبة في الحصول على رعاية صحية جيدة.
- الذين يعيشون في مجتمعات معزولة أو منخفضة الدخل.
يمكن أن يؤثر تغير المناخ على صحة ورفاهية القبائل الأصلية بعدة طرق، حيث سيجعل تغير المناخ من الصعب على القبائل الحصول على طعام آمن ومغذي، بما في ذلك الأطعمة التقليدية المهمة للعديد من الممارسات الثقافية للقبائل. كما تفتقر العديد من القبائل بالفعل إلى المياه الصالحة للشرب ومعالجة مياه الصرف الصحي في مجتمعاتهم.
ومن المتوقع أن يؤدي تغير المناخ إلى زيادة المخاطر الصحية المرتبطة بمشاكل جودة المياه مثل التلوث، وقد يقلل من توافر المياه، خاصة أثناء فترات الجفاف.
من خلال التأثير على البيئة والموارد الطبيعية للمجتمعات القبلية، يهدد تغير المناخ أيضًا الهويات الثقافية للسكان الأصليين، ونظرًا لأن النباتات والحيوانات المستخدمة في الممارسات التقليدية أو الاحتفالات المقدسة أصبحت أقل توفرًا، يمكن أن تتأثر الثقافة القبلية وأساليب الحياة بشكل كبير. تعرف على المزيد حول تغير المناخ وصحة السكان الأصليين.
السكان الحضر
سكان المدينة والبنية التحتية الحضرية لديهم حساسيات مميزة لتأثيرات تغير المناخ، وعلى سبيل المثال، قد تتضخم موجات الحرارة في المدن لأن المدن تمتص حرارة أكثر خلال النهار من الضواحي والمناطق الريفية.
المدن أكثر كثافة سكانية من الضواحي أو المناطق الريفية، وفي الواقع، يعيش حوالي 80٪ من سكان الولايات المتحدة في مناطق حضرية. ونتيجة لذلك، ستؤثر الزيادات في موجات الحرارة والجفاف والعواصف العنيفة في المدن على عدد أكبر من الناس مقارنة بالضواحي أو المناطق الريفية. من المرجح أن تؤثر درجات الحرارة المرتفعة والظواهر الأكثر تطرفًا على تكلفة طاقة الهواء وجودة المياه وراحة الإنسان وصحته في المدن.
قد يكون سكان المدن أيضًا عرضة بشكل خاص لمواطن الضعف في البنية التحتية القديمة، وهذا يشمل أنظمة الصرف الصحي والصرف الصحي وأصول الحماية من الفيضانات والعواصف وأنظمة النقل وإمدادات الطاقة خلال فترات ذروة الطلب، والتي تحدث عادةً خلال موجات الحرارة الصيفية.
تأثير تغير المناخ على الأنشطة الاقتصادية والخدمات
- تستفيد مناطق معينة من الولايات المتحدة من كونها تقع بالقرب من الموارد الطبيعية التي تدعم الاقتصاد المحلي، حيث يمكن أن يهدد تغير المناخ هذه الموارد، فضلاً عن السلع والخدمات التي تنتجها ووظائف وسبل عيش أولئك الذين يعتمدون عليها، وعلى سبيل المثال، من المرجح أن يؤثر تغير المناخ على المجتمعات الزراعية والسياحة والترفيه وصناعة التأمين.
- تعتمد المجتمعات التي تطورت حول إنتاج المحاصيل الزراعية المختلفة، مثل الذرة أو القمح أو القطن على المناخ لدعم أسلوب حياتهم. ومن المرجح أن يتسبب تغير المناخ في تحول المناخ المثالي لهذه المحاصيل شمالًا إلى جانب تناقص عدد سكان الريف، كما هو الحال في السهول الكبرى وقد يؤدي تغير المناخ إلى تغيير جذري في العديد من هذه المجتمعات.
- قد تنخفض بعض المنتجات الزراعية، مثل شراب القيقب والتوت البري في الشمال الشرقي وعنب النبيذ في كاليفورنيا، بشكل كبير في الولايات المتحدة، ومن ثم يجب استيراد هذه المحاصيل.
- من المحتمل أيضًا أن يؤثر تغير المناخ على السياحة والأنشطة الترفيهية، فمن المرجح أن يؤدي ارتفاع درجة حرارة المناخ والتغيرات في أنماط هطول الأمطار إلى تقليل عدد الأيام التي يمكن فيها ممارسة الأنشطة الترفيهية الثلجية مثل التزلج والتزلج على الجليد.
- في الجنوب الغربي والجبال الغربية، ويمكن أن يؤثر عدد متزايد من حرائق الغابات على التنزه والاستجمام في المتنزهات فقد تتعرض الشواطئ للتآكل بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر وعرام العواصف وستؤثر التغييرات في أنماط هجرة الأسماك والحيوانات على صيد الأسماك والصيد. قد تشعر المجتمعات التي تدعم نفسها من خلال هذه الأنشطة الترفيهية بالتأثيرات الاقتصادية حيث تبدأ أنماط السياحة في التغيير.
- قد يجعل تغير المناخ الأمر أكثر صعوبة وتكلفة بالنسبة لكثير من الناس لتأمين منازلهم أو أعمالهم أو الأصول القيمة الأخرى في المناطق المعرضة للمخاطر، أو منعهم من التأمين تمامًا.
فالتأمين هو أحد الآليات الأساسية المستخدمة لحماية الناس والمجتمعات من الكوارث المرتبطة بالطقس، بحيث نعتمد على التأمين لحماية الاستثمارات في العقارات والزراعة والنقل والبنية التحتية للمرافق من خلال توزيع التكاليف على المجتمع وبناء المرونة. ومن المتوقع أن يؤدي تغير المناخ إلى زيادة تواتر وشدة الظواهر الجوية المتطرفة، مثل موجات الحرارة والجفاف والفيضانات.
وفي نهاية ذلك، نحن كمجتمع قمنا ببناء حياتنا اليومية حول الظروف المناخية التاريخية والحالية. و لقد اعتدنا على مجموعة عادية من الظروف وقد نكون حساسين للتطرف الذي يقع خارج هذا النطاق.
