ما هو تقسيم أوستن ملر للمناخ؟
لقد اقترح الباحث أوستن ملر للمناخ تقسيماً لا يكون مختلف في أسسه العامة عن التقسيم الذي قام باقتراحه الباحث الفرنسي ديمارتون في عام 1925، حيث يكون الفرق الأساسي بينهما هو أن الباحث ديمارتون يستعمل المعدل الحراري 20 درجة مئوية من أجل أن يحدد الأقاليم الحارة والمعدل 10 درجات مئوية من أجل تحديد الفصل البارد في الأقليم المعتدلة والباردة، أمَّا أوستن ملر فيقوم باستخدام المعدل 18 درجة مئوية من أجل أن يقوم بتحديد الأقاليم الحارة والمعدل 6 درجات مئوية ليقوم بتحديد الفصل البارد الموجود في الأقاليم المعتدلة البارده.
ولكنه يتميز عنه بل وعن أغلب التقسيمات المناخية الثانية، بأنه يُبين العلاقة بين المناخ والحياة النباتية بشكل عام بطريقة تكون أكثر تحديداً وواقعية، فمثلاً يقوم بتقسيم الأنواع المناخية المتباينة التي تظهر في المناطق الباردة والمعتدلة على حسب مدة الفصل البارد أو الفصل الدافئ في أي منها، فبلرغم من أن هذا الأساس يعتبر نفس الأساس الذي قام بالاعتماد عليه أغلب الباحثين الآخرين في تقسيماتهم، فإن الحد الذي قام باقتراحه أوستن ملر للفصلين هو المتوسط الحراري 6 درجات مئوية، حيث أنه المتوسط الذي يعتبره الباحثين حداً أدنى لا تستطيع أغلب النباتات أن تعيش في أقل منه، كما يُعرف باسم (صفر النمو).
وفي نظر أوستن ملر فإن الفصل الدافئ هو نفس الفصل الذي يُعرف باسم فصل النمو، أمَّا الفصل البارد فيحدث مع الفترة التي يتوقف خلالها نمو معظم النباتات، أي التي تنخفض درجة حرارتها عن صفر النمو (6 درجات مئوية)، كما قام أوستن ملر بالاهتمام في تقسيمه بالربط بين توزيع كل من الأمطار ودرجة الحرارة على جميع أشهر وفصول العام وذلك على اعتبار أن قيمة الأمطار الفعلية لم تتوقف على مقدار ما يهطُل منها فقط بل إنها تتوقف كذلك على درجة حرارة الفصل الذي تهطُل فيه، ايضاً علاقة ذلك في حياة النبات وفترة نموها.
كما يلاحظ أن كل نوع من الأنواع المناخية الرئيسية يشملها التقسيم قد رمز له بحرف معين وبرقم معين الذي من الممكن أن نستبدله بالحرف (م)، إلا أن هذه الرموز التي يتم استعمالها في هذا التقسيم لا يوجد لها معانٍ محددة أو دقيقة مثل الرموز الذي قام باستعمالها كوبن، بل إنها تتخذ كعلامات كما ذكر أوستن.