جبل البركل الأثري في السودان

اقرأ في هذا المقال


“Jebel Barkal” ويطلق عليه اسم “الجبل الصافي”، وهو عبارة عن جبلٍ معزول على الضفة الشمالية للنيل جنوب غرب كريمة الحديثة في السودان، حيث كان يمثل الحد الأعلى للاستيطان الفرعوني على النيل بعد غزو مصر للنوبة.

تاريخ جبل البركل

يعود تاريخ جبل البركل الأثري إلى 1500 قبل الميلاد، حيث أسس المصريون فيه بلدة حدودية تسمى “نبتة” وملاذاً لإله دولتهم الذي كان يعتبر الأهم في النوبة، حيث اعتقد المصريون أن التل كان مقر إقامة الشكل البدائي لآمون الكرنك في طيبة، حيث كان الجبل موقعاً للإنشاء ومصدراً معاد اكتشافه للملكية المصرية.

وتم إثبات هذه الحقيقة بشكلٍ واضح من خلال قمة الجبل، التي يبلغ ارتفاعها 75 متراً، والتي تصوروا في شكلها الطبيعي من بين أشياءٍ أخرى، الصل الملكي الضخم يرتدي التاج الأبيض، حيث استخدم الفراعنة هذه الميزة على ما يبدو كدليلٍ ليثبتوا للنوبيين أن إله الجبل منذ بداية الزمان، كان قصدهم “أبناؤه الجسديون، أن يحكموا كوش كجزءٍ من صعيد مصر.

وفي وقتٍ لاحق، بعد تفكك مصر، ظهر هنا سلالة من الحكام الكوشيين الأصليين (حوالي 750 قبل الميلاد)، والذين أعادوا إحياء هذا التقليد وأكدوا مطالبتهم بصفتهم أبناء الإله الجدد، بحكم صعيد مصر، وبعد قرن من الزمان، بعد طرد الآشوريين للملوك الكوشيين من مصر، واصل خلفاؤهم في السودان على مدى ألف عام أخرى تقريباً، في نسب ملكهم إلى آمون جبل البركل وجعل هذا الموقع موقعاً لتتويجهم الأساسي ودفنهم الملكية.

السياحة في جبل البركل

يعتبر جبل البركل أحد المواقع الأثرية المهمة في السودان، حيث تقع بعض أهم المعالم الأثرية في السودان عند سفح الجبل، حيث تضم المنطقة منطقة المعبد مع معبد كبير لآمون في وسطها، والتي تعود أصولها إلى الدولة الحديثة عندما غزا الفراعنة المصريون وادي النيل النوبي، كما يوجد شرق جبل البركل حقلين هرميين صغيرين يعود تاريخها إلى الفترة المروية المبكرة والمتوسطة، عندما قرر بعض الملوك والملكات بناء مقابرهم في هذا المشهد المقدس، كما تم التنقيب عن ثلاثة قصور جنوب منطقة المعبد وهي من التاريخ النبطي والمروي أيضاً.

يحتوي الجبل أيضاً على محمية جبل البركل، حيث تضم المحمية عدداً رائعاً من المباني؛ 12 معبداً و4 أكشاكاً و3 قصور يعود تاريخها إلى حوالي 1450 قبل الميلاد، وفي عام 2003، تم إدراج جبل البركل ومواقع منطقة نبتة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وفي حين أن السياحة في المنطقة قد تكون قليلة، إلا أنها لا تزال نشطة، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بالموقع دون الازدحام الهائل للسياح، كما يأتي إليه الكثير من علماء الآثار في البعثات الأثرية، للتنقيب عن الآثار في المنطقة.

ويمكن استكشاف الجبل في عدة رحلات، إحداها مخصصة لزيارة المعابد الموجودة في الجزء الشرقي من الجبل، وفي الجزء الغربي منه، ستجد بعض الأهرامات التي كانت تستخدم في السابق كمقابر ملكية للسلالة الكوشية، ويجب على الزوار أيضاً ألا يفوتوا فرصة مشاهدة شروق الشمس وغروبها من قمة الجبل، وقد يستغرق تسلق الجبل حوالي 20 دقيقة، لكن الأمر يستحق ذلك، حيث يمكن للمرء أن يرى من الأعلى مساحةً شاسعة من المعابد والطبيعة الخلابة.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: