جغرافية البحار

اقرأ في هذا المقال


ما هي جغرافية البحار؟

إن كلمة (البحار Seas) تستخدم في العادة لتشمل كل من البحار والمحيطات التي تعمل على تغطية سطح الكرة الأرضية، ومع ذلك فإن علماء الجغرافيا يستخدمون كلمة بحر في أغلب الدراسات الإقليمية للدلالة على مناطق بحرية خاصة لها صلة بشكل مباشرفي اليابس، وعلى الرغم من أن أغلب البحار ليست إلا جزءاً من المحيطات أو فروعاً منها؛ فإنها تمتاز بعدد من الصفات التي تجعل لها شخصيات تميزها عن المحيطات التي تلاصقها، ومن أهم هذه الصفات ما يلي:

  • أن تكون في الغالب محدودة عن طريق اليابس من أكثر من جهة واحدة، أو تكون مقسمة بواسطة أرخبيل من الجزر.
  • أنها قليلة العمق بشكل نسبي حتى أن معظمها لا يزيد عمقه عن (1000 متر) بل أن البعض منها لا يكون عمقه أكثر 200 متر، مثال على ذلك البحر البلطي، بحر الشمال وغيرهما من البحار التي تقع كامله فوق الرف القاري وهو المنطقة الضحلة التي تجاوراليابس.
  • أن مياهها من الممكن أن تختلف من عدة وجوه مثل درجة الحرارة ودرجة الملوحة عن مياه المحيط على حسب درجة تأثرها باليابس الذي يحيط بها، سرعة التبخر من مياهها وكثرة ما يتجمع فيها من مياه الأمطار التي تهطل فوقها مباشرة، أو التي تذهب إليها عن طريق الأنهار التي تصب فيها؛ فالبحر الأحمر مثلاً مياهه نسبياً تكون أشد ملوحة من المحيطات؛ لأنه بحر شبه مغلق، ولأنه يقع وسط إقليم صحراوي حار ولا تصب فيه مياه عذبه تستحق الذكر سواء بواسطة الأنهار أو الأمطار المباشرة، أمَّا البحر البلطي فهو من جهة أخرى أقل ملوحة نسبياً؛ حيث يعود البسبب في ذلك وقوعه داخل أقليم بارد، وكثرة الأمطار التي تهطل عليه والأنهار التي تصب فيه.
    وتختلف البحار (بمعناها الضيق) فيما بينها اختلافاً كبيراً في كل من مساحاتها وأشكالها ومواقعها وأعماقها ومقدار ما ترتبط باليابس الذي يجاورها، أيضاً في درجة ملوحة مياهها وحركات هذه المياه وفي نشأتها الأولى، ولكل ذلك فإنه لا يكون من السهل أن يوضع لها تقسيم شامل تراعى فيه كل هذه النواحي، وكل ما نستطيع عمله هو أن نحدد الجهة التي نريد دراستها ونستخدمها أساساً للتقسيم، وعلى ذلك فإن بعض الجغرافيين يقسمونها مثلاً على أساس صلتها باليابس، أو بالمحيط إلى ثلاثة أنواع هي:
  • البحار الهامشية Marginal Seas: حيث أنها البحار التي توجد على أجزاء المحيطات، وتكون متصلة بها بشكل واضح بواسطة فتحات واسعة، ومن الأمثلة عليها بحر الصين الشرقي، بحر اليابان، بحر أندامان، بحر الشمال، البحر الأيرلندي، البحر الكاريبي، بحر بهرنج، البحر المتجمد الشمالي، كما لا تتباين المياه داخل هذه البحار تبايناً كبيراً عن مياه المحيطات الأصلية.
  • البحار المتوسطة Mediterranian Seas: وهي البحار التي تتغلغل داخل قلب اليابس، حيث يكون وصولها بالمحيطات أو بالبحار التي تكون أكبر منها عن طريق مضايق صغيرة ولهذا فإنها تتأثر تأثراً واضحاً باليابس الذي يحيط بها، سواء كان من حيث طبيعة مياهها وحركاتها، أو من حيث الظروف المناخية التي تحدث فيها.
    وقد يؤدي هذا التأثر إلى وجود الكثير من الاختلافات بين بعضها البعض، أو بينها وبين المحيطات المتصلة بها، كما تتوقف هذه الاختلافات بحسب ظروف اليابس الذي يحيط بها من جهة ومقدار صلتها بالمحيطات من جهة أخرى؛ ولذلك فإن كلاً منها يوجد له ظروفه الخاصة به، وذلك من حيث ملوحة مياهه، درجة حرارتها وحركاتها، أحوال المناخ، بل ونوع الحياة الحيوانية التي تعيش فيه ومن أهم هذه البحار هي: البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود البحر الأحمر والبحر البلطي والبحر الأبيض الروسي، بعض الخلجان الكبيرة أيضاً وذلك مثل الخليج العربي، خليج المكسيك وخليج هدسن.
  • البحار الداخلية Inland Seas: وهي البحار التي توجد كامله في قلب اليابس، ولا تربطها بالمحيطات أو البحار الهامشية أو البحار المتوسطة أية صلة واضحة، ومن الممكن أن تكون بعضها داخل أحواض أرضية كبيرة ملأتها المياه التي تنصرف إليها من اليابس الذي يحيط بها؛ سواء في ذلك المياه الجارية التي تنحدر على السطح، أو التي تتسرب داخل طبقات القشرة الأرضية، حيث أنها اكتسبت ملوحتها من الأملاح التي تذيبها المياه التي تنحدر إليها من طبقات القشرة، وقد زادت نسبة الملوحة بها بشكل تدريجي؛ وذلك بسبب التبخر المستمر من سطحها، عدم انصرف مياهها إلى الخارج.
    وبعض هذه البحار تكون في الأصل من بحار كانت قد اختفت مع مرور الوقت وذلك نتيجة الحركات الأرضية والإرساب، حيث حلت محلها في بعض الأماكن سلاسل كبيرة من الجبال الانثنائية والبحار الداخلية ذات العدد القليل، وتوجد كلها تقريبًا في آسيا؛ حيث تضم كل من بحر قزوين، بحر آرال والبحر الميت، حيث يفضل كثير من الكتاب في وقتنا الحاضر أن يدخلوا هذه البحار ضمن البحيرات.

شارك المقالة: