جغرافية نهر يارا

اقرأ في هذا المقال


ما هي جغرافية نهر يارا؟

نهر يارا هو نهر يقع في جنوب وسط فيكتوريا في أستراليا، ويرتفع بالقرب من جبل ماتلوك في المرتفعات الشرقية ويتدفق غرباً لمسافة 153 ميلاً (246 كم) عبر سد يارا العلوي بعد بلدات واربورتون ومفرق يارا ووارانديت إلى ملبورن، حيث يجتاز مجرى النهر العلوي منطقة الأخشاب والألبان فمه في خليج هوبسون (على رأس خليج بورت فيليب)، الذي كان مستنقعاً سابقاً، تم تجريفه لإنشاء ميناء ملبورن.

ويتم التحكم في تطوير حوض نهر يارا العلوي من قبل سلطة وادي يارا الجديدة، التي تم إنشاؤها في عام 1977، وشاهد تشارلز غرايمز النهر في عام 1803 أثناء مسحه لخليج بورت فيليب، ونمت مستوطنته الأولى (1835) لتصبح مدينة ملبورن، حيث كان يُطلق على نهر يارا ذات يوم اسم النهر العظيم، أو المياه العذبة ويعني اسمه الحالي للشعوب الأصلية “المياه الجارية”.

الامتدادات السفلية للنهر هي المكان الذي تأسست فيه مدينة ملبورن في عام 1835 واليوم تهيمن مدينة ملبورن الكبرى وتؤثر على المناظر الطبيعية لمجاريها المنخفضة، ومن مصدره في سلسلة جبال يارا، يتدفق على بعد 242 كيلومتراً (150 ميلاً) غرباً عبر وادي يارا الذي يفتح على السهول، حيث يشق طريقه عبر ملبورن الكبرى قبل أن يفرغ في خليج هوبسونز في أقصى شمال بورت فيليب.

كان النهر مصدراً رئيسياً للغذاء ومكاناً للقاء للسكان الأصليين الأستراليين من عصور ما قبل التاريخ، فبعد وقت قصير من وصول المستوطنين الأوروبيين أجبر تطهير الأرض من (Wurundjeri) المتبقين على المناطق المجاورة وبعيداً عن النهر، حيث كانت تُسمَّى في الأصل (Birrarung) من قبل (Wurundjeri)، والاسم الحالي تمت ترجمته بشكل خاطئ من مصطلح (Wurundjeri) آخر في لغة (Boonwurrung ،Yarro-yarro) وتعني “التدفق المستمر”.

تم استخدام النهر بشكل أساسي للزراعة من قبل المستوطنين الأوروبيين الأوائل، حيث تغيرت المناظر الطبيعية للنهر بشكل كبير منذ عام 1835، وتعطل مجرى النهر بشكل تدريجي واتسع النهر في بعض الأماكن، فتم بناء أول معابر من عدة معابر لنهر يارا لتسهيل النقل في جسر الأمراء، بدءاً من اندفاع الذهب الفيكتوري تم التنقيب عنه على نطاق واسع، ممَّا أدى إلى إنشاء نفق باوند بيند في وارانديت، وأنفاق شبه الجزيرة الكبيرة والصغيرة فوق واربورتون.

ساعد التوسيع والسدود مثل خزان يارا العلوي في حماية ملبورن من الفيضانات الكبيرة، حيث تتأثر الروافد العليا لمستجمعات المياه أيضاً بقطع الأشجار، كما أدى التصنيع في نهاية المطاف إلى تدمير المستنقعات عند التقاء نهري يارا وماريبيرنونج في المنطقة المحيطة بجزيرة كوود في غرب ملبورن، واليوم يتم استخدام الفم بما في ذلك (Swanson ،Appleton Docks) لشحن الحاويات عن طريق ميناء ملبورن الأكثر ازدحاماً في القارة.

كما شهدت المدينة التي لا يمكن الوصول إليها بواسطة المراكب المائية الكبيرة استخداماً متزايداً لكل من النقل وركوب القوارب الترفيهية (بما في ذلك التجديف بالكاياك والتجديف والتجديف والسباحة)، ففي السنوات الأخيرة كان الاستخدام الترفيهي للنهر مهدد بمستويات عالية من التلوث في امتداداته السفلية، حيث تظل الروافد العليا صحية نسبياً، كما يحتفل مهرجان مومبا السنوي بالأهمية الثقافية المتزايدة لنهر يارا في ملبورن.

كان النهر يُسمَّى (Birrarung) من قبل (Wurundjeri) الناس الذين احتلوا وادي (Yarra) وجزء كبير من وسط فيكتوريا قبل الاستعمار الأوروبي، حيث يُعتقد أن (Birrarung) مشتق من كلمات (Wurundjeri) التي تعني (التدفق الدائم)، ومصطلح شائع آخر كان بيرارونج مار، ويعتقد أنه يعني (نهر الضباب) أو (ضفة النهر)، وعند وصوله إلى أوروبا أطلق عليه جون هيلدر ويدج من جمعية بورت فيليب اسم (يارا يارا) في عام 1835، وفي اعتقاد خاطئ بأن هذا هو الاسم الأصلي للنهر في لغة (Boonwurrung)، ومع ذلك يُعتقد أن كلمة (Yarra) تعني (شلال تدفق)، أو تشير إلى المياه الجارية أو المتساقطة، وصفاً لأي نهر أو جدول في المنطقة وليس فقط نهر يارا.

يقال أن اسم (Yarra Yarra) يعني “نهر يتدفق باستمرار”، ولكنه يشير على الأرجح إلى شلالات (Yarra Yarra) التي تم تفجيرها لاحقاً بالديناميت، حيث كتب جون ويدج عن اتصالاتهم مع سكان ورونديري المحليين في عام 1835 عند وصولي على مرمى البصر من النهر، صاح المواطنان اللذان كانا معي مشيرين إلى النهر (يارا يارا)، التي تخيلت في ذلك الوقت أن تكون اسمها، لكنني علمت بعد ذلك أن الكلمات هي ما استخدموه لتعيين شلال، حيث أعطوا بعد ذلك نفس التسمية لسقوط صغير في نهر (Werribee)، حيث عبرناه في طريق عودتنا إلى (Indented Head).

في وقت ما قبل 6000 قبل الميلاد (بعد نهاية العصر الجليدي الأخير حوالي 8000 قبل الميلاد) من المحتمل أن نهر يارا قد انضم إلى روافد أخرى مثل الأنهار التي تُسمَّى الآن باترسون، كورورويت، (Werribee) ،(Little)، وتم تصريفها مباشرة في مضيق باس عبر ما يُسمَّى الآن (Rip)/ وبين 8000 قبل الميلاد و6000 قبل الميلاد غمر الحوض مكوناً خليج بورت فيليب وحرك (فم) نهر يارا لمسافة تزيد عن 50 كيلومتراً في الداخل، فقد تكون فترة الجفاف المقترنة بتكوين القضبان الرملية قد جفت الخليج مؤخراً في الفترة ما بين 800 قبل الميلاد و1000 بعد الميلاد وتمتد من يارا إلى مضيق باس خلال هذه الفترة.

تاريخ نهر يارا:

كانت المنطقة المحيطة بنهر يارا وملبورن الحديثة مأهولة في الأصل من قبل السكان الأصليين لشعب (Wurundjeri) في دولة (Kulin)، حيث يُعتقد أن المنطقة كانت محتلة من قبل الأستراليين الأصليين لما لا يقل عن 30000 عام، فكان النهر مورداً مهماً لشعب (Wurundjeri) وكانت العديد من المواقع على طول النهر وروافده أماكن التقاء مهمة، حيث تم عقد المؤيدين بين مجتمعات السكان الأصليين، وتم استخدام موارد النهر بشكل مستدام من قبل (Wurundjeri) حتى ظهور الاستيطان الأوروبي المبكر في أوائل منتصف القرن التاسع عشر.

في عام 1803 أبحر الأوروبيون الأوائل عبر النهر، حيث أبحر فريق المسح بقيادة تشارلز غرايمز القائم بأعمال المساح العام لنيو ساوث ويلز باتجاه المنبع إلى شلالات دايتس، حيث لم يعد بإمكانهم الاستمرار بسبب طبيعة التضاريس، فلن يدخل المستكشفون الأوروبيون النهر لمدة 30 عاماً أخرى حتى عام 1835، وتم استكشاف المنطقة التي تقع الآن في وسط وشمال ملبورن من قبل جون باتمان العضو البارز في جمعية بورت فيليب، الذي تفاوض على صفقة بقيمة 600000 فدان (2400 كيلومتر مربع) ) من أرض ثمانية من شيوخ (Wurundjeri)، فقد اختار موقعاً على الضفة الشمالية لنهر يارا، معلناً أن “هذا سيكون مكاناً لقرية”.

كان للنهر دور أساسي في إنشاء ملبورن على طول ضفافه من عام 1835 فصاعداً، حيث يقع الميناء الرئيسي للمستوطنة الجديدة في اتجاه مجرى شلالات يارا غرب جسر كوينز الحديث المكان الذي تلتقي فيه المياه المالحة بالمياه العذبة،  وستستخدم السفن جانباً واحداً من الشلالات، بينما يوفر الجانب الآخر مياه الشرب العذبة للمدينة ومجارياً مناسباً، وفي الأيام الأولى للمدينة كان (Yarra) واحداً من اثنين من الموانئ الرئيسية، والآخر كان (Sandridge) أو(Port Melbourne)، لكن (Yarra) كان مفضلاً بسبب الوصول المباشر إلى الشوارع الرئيسية في المدينة وكان موقع الجمارك.

نمت الصناعات المبكرة على طول ضفاف النهر، ممَّا أدى إلى تدهور جودة المياه بسرعة حتى تم الحصول على المياه العذبة في ملبورن من مكان آخر، ثم بدأت الصناعات في استخدام النهر والروافد مثل ميري كريك كمكب للنفايات ومقالب كيماوية ضارة لمواد مثل الشحوم والزيوت، فأول عبور دائم فوق النهر كان جسر الأمراء، الذي افتتح لأول مرة كجسر خشبي عام 1844، وتم تشييد الجسر الحالي في عام 1888.

في الأيام الأولى كان النهر يتدفق بشكل متكرر، في حين أن هذا لم يكن يعتبر مشكلة في السهول الفيضية بالقرب من (Yarra Glen ،Coldstream)، إلا أنه تسبب في الكثير من المتاعب في اتجاه مجرى النهر في مستوطنات مثل (Warrandyte Templestowe ،Bulleen ،Heidelberg ،Ivanhoe)، فتم بناء سد يارا العلوي لاحقاً للتخفيف من الفيضانات وحماية المستوطنات على طول النهر، مع حرمان ضفاف النهر من التربة ورواسب الطمي والتسبب في مشاكل أخرى مثل التعرية والملوحة.

تم اكتشاف الذهب لأول مرة في فيكتوريا بالقرب من نهر يارا في وارانديت، حيث تم الاكتشاف بواسطة لويس ميشيل في عام 1851 عند أحد روافد النهر وخور أندرسون، وكان بمثابة بداية اندفاع الذهب الفيكتوري، كما تم وضع علامة على الموقع التقريبي للموقع من قبل كايرن على فورث هيل في (Warrandyte State Park)، وتم تجفيف النهر وتحويله في مناطق مختلفة خلال اندفاع الذهب لمساعدة عمال مناجم الذهب.

مثال على ذلك نفق باوند بيند في وارانديت، حيث تم سد النهر جزئياً في باوند بيند بالقرب من محمية نورمان عند مدخله الشرقي وبالقرب من الأراضي الرطبة لبوب عند مخرجه الغربي، وثم قام عمال المناجم بتفجير نفق بطول 145 متراً عبر الصخور الصلبة، وتم بعد ذلك سد النهر بالكامل عند المدخل والخروج إلى النفق وتم تحويل المياه من خلال 145 متراً وخارجه على الجانب الآخر تاركاً 3.85 كيلومتراً من قاع النهر حول باوند بيند معرضاً لأشعة الشمس ويختار عمال المناجم، وتشمل عمليات التحويل الأخرى قطع الجزيرة في (Warrandyte) ونفق (Little Peninsula ،Big Peninsula Tunnel) بالقرب من (McMahons Creek).


شارك المقالة: