حرائق الغابات وتأثيرها على تغير المناخ

اقرأ في هذا المقال


بدأ الناس يصبحون أكثر وعيًا بتأثير الأنشطة البشرية على كوكب الأرض، ونتيجة لذلك يتم التركيز بشكل أكبر على الاستدامة وتغير المناخ، ربما يمكن رؤية أحد أكثر الآثار المدمرة التي تركها البشر على كوكب الأرض من خلال تدمير الغابات.

ما هو تأثير حرائق الغابات على تغير المناخ

نتيجة لإزالة الغابات أصبحت حرائق الغابات شائعة بشكل متزايد، حيث يمكن أن تقلل حرائق الغابات هذه من امتصاص الأشجار لثاني أكسيد الكربون لكنها تنبعث أيضًا من غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى تفاقم تغير المناخ، ومع ذلك لمجرد أن هذه الأشياء صحيحة لا يعني أنه يجب علينا التوقف عن الاهتمام بالعالم الطبيعي أو تعريضه للخطر بشكل أقل تكرارًا

حرائق الغابات لها تأثير كبير على تغير المناخ ولذلك تمت دراستها وبحثها على نطاق واسع، حيث إنها عامل رئيسي في دورة الكربون، وهي الطريقة التي يتم بها تخزين الكربون وإطلاقه من نباتات الأرض والتربة فعندما تندلع حريق في الغابة فإنها تدمر الكثير من الكربون المخزن في الأشجار، حيث يتم إطلاق هذا الكربون في الغلاف الجوي على شكل ثاني أكسيد الكربون.

إحدى الطرق التي تؤثر بها حرائق الغابات على تغير المناخ هي زيادة كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي فعندما يتم إطلاق ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي فإنه يحبس الحرارة، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض، تتسبب مستويات ثاني أكسيد الكربون المتزايدة بالفعل في ارتفاع درجة حرارة الأرض وهو ما يُعرف باسم “تغير المناخ”.

تؤدي حرائق الغابات أيضًا إلى زيادة كمية الميثان في الغلاف الجوي وهو أحد غازات الدفيئة الأخرى، فهو على عكس ثاني أكسيد الكربون لا يدوم الميثان في الغلاف الجوي لفترة طويلة قبل إزالته، ومع ذلك فإنه يحبس أيضًا حرارة أكثر مما يفعله ثاني أكسيد الكربون مما يعني أنه على الرغم من أنه يتحلل بشكل أسرع إلا أنه لا يزال له تأثير كبير على تغير المناخ.

كيف تسبب حرائق الغابات تغير المناخ

تغير المناخ مشكلة عالمية تؤثر على أنماط طقس الأرض، ويمكن أن يكون لها تأثير عميق على الغابات عندما تحدث حرائق الغابات فإنها تطلق ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وهذا هو أحد الأسباب الرئيسية لتغير المناخ، كما وأن لثاني أكسيد الكربون تأثير مسخن على كوكب الأرض؛ لأنه يحبس الحرارة من الشمس، فإذا كان هناك المزيد من حرائق الغابات فسيتم إطلاق المزيد من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى زيادة أكبر في درجة الحرارة.

تطلق حرائق الغابات الكثير من غاز ثاني أكسيد الكربون، ولكن من أين يأتي؟ يأتي ثاني أكسيد الكربون المنطلق في النار من الأشجار نفسها، حيث تحتوي الأشجار على الكربون الذي يتم تخزينه في خشب وأوراق الأشجار، فعند اندلاع حريق يتم إطلاق بعض هذا الكربون على شكل ثاني أكسيد الكربون.

ويمكن ملاحظة ذلك في زيادة ثاني أكسيد الكربون التي نلاحظها بعد حرائق الغابات الكبيرة، ومع ذلك فإن ثاني أكسيد الكربون المنبعث من الأشجار هو مجرد عامل واحد في التأثير العام لحرائق الغابات على تغير المناخ كما تطلق حرائق الغابات أيضًا الكربون الذي كان محاصرًا سابقًا في التربة.

في الواقع هذا الكربون أكثر أهمية من ثاني أكسيد الكربون المنبعث من الأشجار نفسها، حيث تحتوي التربة على كمية من الكربون أكثر مما تحتويه الأشجار، لذلك عندما تندلع حرائق الغابات فإنها تطلق هذا الكربون أيضًا، فعندما يتم إطلاق كربون التربة يتم إطلاقه على شكل ثاني أكسيد الكربون.

الاهتمام بحرائق الغابات

تعتبر النار جزءًا طبيعيًا من دورة نمو النباتات وعندما تحدث في بيئة خاضعة للرقابة يمكن استخدامها بشكل جيد، كما انه يمكن أن يساعد الحريق في إزالة النباتات الميتة أو المريضة، ويمكن أيضا أن يشجع على نمو جديد، ومع ذلك عندما يحدث حريق في الغابة فإنه ليس في مكان مثالي، فيكون بدلاً من النيران الخاضعة للسيطرة يشتعل حريقًا خارج نطاق السيطرة، فعندما تندلع هذه الحرائق بشكل غير منضبط فإنها تدمر الغابة وتدمر النباتات التي تخزن الكربون، كما أنها تدمر النباتات التي تخرج ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، مما يجعل تغير المناخ أسوأ.

مع ذلك فإن الطبيعة المدمرة لحرائق الغابات لا تؤثر فقط على النباتات، كما أنه يؤثر على الحيوانات التي تعتمد على تلك النباتات كمأوى أو طعام ويؤثر أيضًا على البشر، حيث يمكن أن تتسبب حرائق الغابات في تلوث الهواء الذي يعرض صحة الإنسان والحيوان للخطر، كما يمكن أن تسبب فيضانات بسبب التربة المتضررة.

تؤثر حرائق الغابات أيضًا على النظم البيئية الأخرى مثل المستنقعات والأراضي الرطبة، والتي تعد موطنًا للعديد من الحيوانات التي تعتمد على هذه المناطق في الغذاء أو المأوى بذلك ستتأثر هذه المناطق بارتفاع درجات الحرارة وارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون، مما قد يؤدي إلى تغييرات في أشكال الحياة النباتية، ويمكن أن تؤثر على كيفية عيش الحيوانات هناك.

كيف يمكن تقليل تكرار الحريق

تعد حرائق الغابات جزءًا طبيعيًا من دورة الكربون وتحدث كثيرًا في الغابات، ومع ذلك يمكن أن نحاول تقليل تواتر حرائق الغابات على الرغم من أنها طبيعية، ومن إحدى الطرق التي يمكن من خلالها القيام بذلك هي تقليل كمية تراكم المواد النباتية الميتة في الغابات، حيث تُعرف هذه المادة النباتية الميتة باسم “الوقود”: وهي عنصر خطير يمكن أن تشتعل فيه النيران بسهولة، فكلما زاد الوقود الموجود في الغابة زاد احتمال حدوث حريق وزاد الضرر الذي يمكن أن يحدثه.

هناك عدة طرق يمكن من خلالها تقليل كمية الوقود في الغابة، حيث يمكن استخدام الحروق التي يتم التحكم فيها لحرق الوقود الزائد ويمكن إزالته بالآلات أو يمكننا تقليله من خلال التحلل الطبيعي، وهناك طريقة أخرى يمكننا من خلالها التخفيف من تأثير حرائق الغابات هي من خلال استخدام حرائق، حيث كسر النار هو مسار محدد عبر الغابة فلا ينمو أي شيء عندما يندلع حريق لا يمكن أن ينتقل عبر حاجز الحريق، لذلك يمكن التحكم فيه بسهولة وكذلك أيضا طريقة أخرى هي من خلال تجميع هذا الوقود الا وهي بقايا النباتات وبيعها كوقود للمدافئ.

أصبحت حرائق الغابات أكثر تواتراً وشدة في السنوات الأخيرة، وفي الواقع كانت تحدث بمعدل متوسط واحد كل 3 أيام منذ عام 2008، وهي أيضًا أكبر بكثير مما كانت عليه في السابق – كان أكبر حريق هائل في التاريخ هو حريق عمره 5 أشهر في بورنيو وأدى إلى حرق 4 ملايين فدان من الغابة.

وفي نهاية ذلك حرائق الغابات هي قوة مدمرة، ولكنها ظاهرة طبيعية تمامًا لكن هذا لا يعني أنه لا يمكن محاولة تقليل تواترها من خلال تقليل كمية الوقود المتراكم في الغابات يمكن تقليل مخاطر الحرائق، كما يمكن أيضًا إنشاء حرائق للمساعدة في السيطرة على الحرائق عند اندلاعها، من خلال اتخاذ هذه الخطوات يمكن تقليل تأثير حرائق الغابات على الكوكب والمساعدة في مكافحة تغير المناخ.

المصدر: كتاب "التغير المناخي بالعالم" للمؤلف كايد خالد عبد السلام سنة النشر 2015كتاب "الأرض غير صالحة للسكن" للكاتب والاس ويلزكتاب "حماية الطقس يبدأ من وجبة الإفطار" للكاتب جوناثان سافران فويركتاب "التعامل الأخضر" في بؤرة الضوء للكاتبة نعومي كلاين


شارك المقالة: