دورا أوروبوس في سوريا ومعالمها الأثرية

اقرأ في هذا المقال


“Dura Europos” وتعتبر إحدى أهم المواقع الأثرية في سوريا، وهي عبارة عن مدينة حدودية هلنستية ورومانية مبينةً على جرف بارتفاع 90 متراً فوق الضفة الجنوبية الغربية لنهر الفرات، حيث كانت تعتبر ملتقى طرق رائع للثقافات القديمة.

تاريخ دورا أوروبوس

كانت مدينة دورا في الأصل مدينةً بابلية، ولكن أعيد بناؤها كمستعمرةٍ عسكرية حوالي 300 قبل الميلاد من قبل السلوقيين، وأطلق عليها اسم يوروبوس على اسم المدينة الأصلية في مقدونيا لمؤسسها الشهير سلوقس الأول نيكاتور، وفي وقتٍ لاحق، تم السيطرة عليها على التوالي من قبل الإمبراطورية البارثية (القرن الثاني قبل الميلاد – القرن الثاني الميلادي لاحقاً)، والإمبراطورية الرومانية (من القرن الثاني بعد الميلاد).

وفي 250 م، تعرض الموقع للتهديد من خلال سلسلة من الحملات الفارسية الساسانية في محاولةٍ لدعم دفاعات المدينة قبل الهجوم،  كما تم الاستيلاء على المباني المجاورة للجدار الغربي، بما في ذلك الكنيسة المسيحية والمعبد اليهودي ومختلف المعابد الوثنية التي تشهد على التنوع الأخلاقي والثقافي للمدينة، وتم ملؤها مع الأرض والحطام، وقام الجنود الرومان المحصنون في الدورة ببناء جسرٍ ترابي ضخم لتعزيز الجدار الغربي الضعيف، في خطوةٍ من شأنها أن تثبت أنها مصيرية للحفاظ على هذا الموقع الأثري الاستثنائي.

اشتهرت بالاكتشافات المهمة التي تم اكتشافها خلال أعمال التنقيب في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، برعاية جامعة ييل والأكاديمية الفرنسية للنقوش والآداب، والتي تعطي صورةً مفصلة بشكلٍ غير عادي للحياة اليومية فيها، حيث تضمنت هذه الاكتشافات مزاراً للإله ميثراس، وهو كنيس يهودي كانت جدرانه مغطاة بمناظر توراتية مرسومة.

وإحدى أقدم كنائس المنازل المسيحية، كما تم العثور على العديد من اللوحات والمنحوتات وأكثر من 12000 قطعة أثرية من الحياة اليومية تم التنقيب عنها بواسطة علماء الآثار، حيث تعطي معلوماتٍ وفيرة حول اندماج الثقافة اليونانية والسامية فيها، والمحفوظة الآن في معرض الفنون بجامعة ييل، والتي تقدم صورةً حية للحياة في هذه المدينة الرومانية في القرن الثالث بعد الميلاد.

وما كان في ذلك الوقت من عملية مدمرة للغاية، أوجد في الواقع جنباً إلى جنب مع المناخ الحار والجاف، ظروفاً بدرجة غير عادية من الحفاظ على الموقع، حيث وبفضل هذه الظروف الفريدة للغاية، نجت أقسام كبيرة من اللوحات الجدارية النادرة ومئات الأشياء المصنوعة من المواد العضوية في دورا، ولهذا السبب، يقدم الموقع لمحاتٍ لا مثيل لها في الحياة الحدودية متعددة الثقافات والمتنوعة دينياً، وإدارة حامية عسكرية يتعايش فيها جنوداً ومدنيون.

السياحة في دورا أوروبوس

تعتبر دورا أوروبوس إحدى المواقع الأثرية والسياحية المهمة في سوريا، حيث كانت مدينةً قديمة مزدهرة في شرق سوريا احتلتها سلسلة من الحضارات، وتمثلها الآن أطلال أثرية محفوظة جيداً، واليوم، توضح بقايا دورا أوروبوس الرائعة تنوعها الثقافي والتاريخي.

بالإضافة إلى الآثار اليونانية الرومانية بما في ذلك المعابد، حيث يعد الموقع موطناً لأنقاض أحد أقدم المعابد اليهودية المعروفة في العالم وما تم وصفه بأنه أقدم كنيسةٍ معروفة، حيث يمكن للزوار استكشاف الأسوار والتحصينات الدفاعية الشاهقة، بالإضافة إلى أدلةٍ على أعمال الحصار التي أدت إلى تدمير المدينة، وهنالك أيضاً مناظراً رائعة يمكن مشاهدتها من المنحدرات العالية فوق نهر الفرات.

وبسبب الوضع السياسي الحالي في سوريا، لا ينصح السياح بزيارتها، ومع ذلك، هنالك عدداً من الشركات السياحية ذات الخبرة؛ مثل “Nawafir Travel” و “Tours”، والتي يمكن أن تأخذ الزوار في جولةٍ حول الموقع مع مرشدٍ سياحي.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: