صهريج البازيليك الأثري في تركيا

اقرأ في هذا المقال


“Basilica Cistern” ويعتبر الأكبر من عدة مئات من الخزانات القديمة الموجودة أسفل المدينة، والتي وفرت نظام تنقية المياه للمباني المجاورة، حيث يعد إحدى روائع الحضارة البيزنطية.

تاريخ صهريج البازيليك

سمع رجل فرنسي يزور قسنطينة (الآن اسطنبول) في القرن السادس عشر، قصصاً غريبة عن السكان المحليين وهم يسحبون المياه العذبة وحتى يصطادون من الثقوب، مفتوناً بهذه القصص وأساطير المعابد العظيمة تحت الأرض، فقرر استكشافها، وبعد إجراء مزيداً من التحقيقات، وجد أعجوبةً تحت الأرض، وهي أكبر صهاريج فخمة منسية منذ فترة طويلة للإمبراطورية البيزنطية، حيث سبحت الأسماك في بحيرةٍ اصطناعية للمياه العذبة بحجم ملعبي كرة قدم، وتم تعليق الأسقف الحجرية المقببة بواسطة 336 عموداً يبلغ ارتفاعها 30 قدماً تم إزالتها من الآثار الرومانية القريبة.

تم الحفاظ على الخزان بشكلٍ مذهل على الرغم من قرون من الصراع والحصار، وقد تم بناؤه عام 532 من قبل الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول لتخزين المياه العذبة للقصر والمباني المجاورة، الملقب بـ “Yearbatan Sarayi”، أو “The Sunken Palace” باللغة التركية، ويُعرف باللغة الإنجليزية بإسم “Basilica Cistern”؛ بسبب موقعه في موقع بازيليكا القديمة.

عندما تولى جستنيان بناء الخزان، كانت القسطنطينية لا تزال في ظل ثورة نيكا المدمرة التي وقعت في يناير من ذلك العام، وذهب المعادل البيزنطي لأعمال الشغب في كرة القدم خارج نطاق السيطرة على نطاقٍ واسع، ووقع التمرد في أعقاب سباق العربات المتنازع عليه بشدة وبلغت ذروتها في حرق جزء كبير من المدينة الإمبراطورية، وقتل 30.000 مثيري شغب على يد قوات جستنيان، وتم بناء الصهاريج كجزء من جهود إعادة البناء في أعقاب ذلك.

المعالم الأثرية في صهريج البازيليك

يقع مدخل صهريج البازيليك عبر الشارع من آيا صوفيا، حيث تؤكد هذه القطعة الهندسية الرائعة مرةً أخرى فقط أن تلك كانت ذروة الإمبراطورية البيزنطية، ويبلغ طول صهريج البازيليك 143 متراً وعرضه 65 متراً، والسقف مدعوم بـ 336 عمودا رخامياً، معظمها على الطراز الأيوني أو الكورنثي، ويبلغ طول كل منها 9 أمتار، متباعدةً على مسافات أربعة أمتار، وهي مرتبة في 12 صفاً من 28 عموداً لكل منها.

يمكن أن يحتوي الصهريج على 80.000 متراً مكعباً من المياه، قادمةً من مركز توزيع المياه “Eğrikapı” في غابة بلغراد، على بعد 19 كيلو متراً من المدينة، وتم نقل المياه إلى وسط المدينة عبر قناة فالنس بطول 971 متراً وقناة “Mağlova” التي يبلغ طولها 11.545 متراً، والتي بناها الإمبراطور جستنيان الأول.

السياحة في صهريج البازيليك

بعد تنظيف وترميم صهريج البازيليك، تم فتحه بواسطة بلدية إسطنبول الحضرية للجمهور في عام 1987، وبعد النزول إلى مرفق المياه الجوفية عبر مجموعة من السلالم، يمكن للزوار التنزه على الممرات الخرسانية، والاستمتاع بالإضاءة الخافتة ودرجات الحرارة الباردة، ويجب التأكد من السير على طول الطريق إلى أقصى الزاوية اليسرى للصهريج، لرؤية رأسي “Medusa”، حيث يتم استخدام كلا الرأسين بشكلٍ عرضي كقواعد أعمدة؛ وضع أحدهما مقلوباً، والآخر مائلاً إلى الجانب، ولا يزال موضعهما كأصلهما لغزاً حتى الآن، على الرغم من الشائعات التي تشير إلى أنه تم إعادة تدويرهما من مبنى أثري يعود إلى أواخر العصر الروماني.

كانت ميدوسا حورية البحر، أجمل أخوات جورجون الثلاث، حيث تم استدعاؤها من قبل بوسيدون، ومارس الحب معها في معبد أثينا، وحوّلت أثينا ميدوسا إلى وحش وحشي به ثعابين بدلاً من الشعر، وقد يتحول وجهها المخيف إلى حجر، وتم قطع رأسها أثناء نومها من قبل البطل “Perseus” ، الذي استخدم رأسها بعد ذلك كسلاح حتى أعطته للإلهة أثينا لتضعه على درعها.

بعد أن اقترن بوسيدون سابقاً، نشأ كائنان من جسدها عندما تم قطع رأسها، أحدهما، “Pegasus”، كان حصاناً مجنحاً روضه في وقتٍ لاحق “Bellerophon”؛ لمساعدته على قتل الوهم، والآخر، “Chrysaor” من السيف الذهبي، ولا يزال غير معروفاً نسبياً اليوم، وفي العصور القديمة الكلاسيكية واليوم، تجد صورة رأس ميدوسا تعبيراً في أداة تجنب الشر.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: