عين الكعيبة

اقرأ في هذا المقال



ليس بغريب على بلد معراج الرسول والأرض المباركة التي نقدسها وفيها قبلة المسلمين أن يكون لها مجد وتاريخ الذي خلد عبر العصور، هذا التاريخ في هذه البلد العظيمة بلد سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام. من المعالم الأثرية الموجودة في المملكة العربية (السعودية) وأهمها عين كعيبة. ونسب هذا الاسم إلى العين لما يقوله المؤرخون عن القرامطة واقتلاعهم للحجر الأسود وإيصاله إلى عين الكعبة عام 317 هـ.

اهتمام السعودية سياحياً بعين الكعبة:


فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمنطقة الشرقية يسهل معلم عين الكعبة الأثري في محافظة القطيف، والذي يكتسب أهمية تاريخية حيث احتضن الحجر الأسود الذي سرقه القرامطة وأودعوه بداخله. العين لمدة 40 عامًا عندما احتلوا المنطقة قبل 10 قرون للكعبة.
وتأتي عملية تسييج المعلم الأثري في عين الكعبة بعد إعادة بناء المعلم بعد 7 سنوات من قيام جرافة تابعة لمقاول البلدية بهدم المعلم التاريخي ومساواته بالأرض، أثناء إعداد مخطط إسكاني بالقرب من بلدة العيينة. ببلدة الجش بمحافظة القطيف كما أشار عمال الموقع.
وكانت الهيئة قد نفذت في وقت سابق أعمال ترميم للمعالم، فيما يأتي التسييج استمرارًا لمشروع تسييج وحماية وصيانة المواقع الأثرية المختلفة والحفاظ عليها من التعديات والتوسع العمراني والزراعي في المنطقة، وعمليات التسييج. يتم تنفيذها وفق تصميمات مختلفة تهدف إلى تحسين الرؤية البصرية وتسهيل مشاهدة المواقع الأثرية، وتعمل الهيئة على المشروع خلال مراحلها الثلاث. ترميم الموقع الأثري وتسييجه وتجهيزه للزوار.
واهتموا بآثار المنطقة الشرقية وتاريخها، وطالبوا الجهات المعنية بالحفاظ على بقايا موقع عين الكعبة الأثري، مشيرين إلى أن الموقع يحتاج إلى حماية وتسييج، وإقامة لوحة تعريف، ليكون بمثابة وجهة سياحية للزوار، فهي من أهم المعالم التاريخية التي تحكي جزءًا من تاريخ وحضارة القطيف.

رأي الباحثون بعين الكعيبة:


كما أوضح الباحث التراثي “علي الدرة” أن المعلم يعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، وقد بناه الكنعانيون، واشتهرت العين عام 317 هـ، عندما نقل القرامطة الحجر الأسود إلى هذه العين. ولهذا عُرفت باسم عين الكعبة، فهي من أهم المعالم التاريخية التي تحكي جانباً من تاريخ وحضارة القطيف.
وأشار إلى وجود 52 موقعًا أثريًا و 450 ينبوعًا بالمنطقة الشرقية تعود إلى عهد العبيد والدول الهلنستية، داعيًا إلى ضرورة ترميم كافة الآثار المتداعية مثل ما تبقى من “قلعة تاروت وحمام أبو لوزة”. وتجهيزهم للسياح حتى يتمكنوا من دخولهم. مبيناً أن التشققات والشقوق امتدت الى قلعة تاروت مما يهدد بانهيار وشيك في حال لم تتعجل الجهات المختصة في ترميمها وصيانتها.

موقع عين الكعيبة:


تقع مدينة عين الكعيبة شرق السعودية في محافظة القطيف شمال شرق مدينة الجش. على أطراف محافظة القطيف على حدود صحراء البياض غرب القطيف. يصل ارتفاع سورها الدائري إلى 8 أمتار مما ساعد على حمايتها من زحف رمال الصحراء. تنتمي عين الكعبة إلى مجموعة من الينابيع الأخرى التي ترتبط مجاريها بشبكة ري تتكون من خزانات جوفية وسائقين. ويعتقد أن هذه الشبكة كانت من عمل القرامطة، حيث ربطوا روافد نهر المحلم التاريخي بالعين عبر هذه الأنفاق. اشتهر ارتوازي العين بسقي البساتين حولها والبساتين شمال غرب مدينة سيهات، لكنها جفت.
انتشر العديد من الفخار حول العين وداخلها. تعود طريقة قص أحجار البناء المستخدمة في بناء الجدار السفلي للعين إلى العصر الجاهلي والعصر الإسلامي. في عام 2012، جرفت جرافة أحد المقاولين العين بعد انهيار جزء كبير من جدرانها.

تاريخ عين الكعيبة:


يُعتقد أن عيون المنطقة ترجع إلى عصر العمالقة، أبناء كنعان، بن سنهريب، الابن الأول لنمرود بن كوس بن سام بن نوح، التي تشمل عين الكعبة. وأمر الجنابي بتسمية بعض الأماكن باسم مقدسات المسلمين مثل الصفا والمروة والمشارية وعين النبع. ثم أُجبر الناس على أداء فريضة الحج إلى هذا المكان. على الرغم من معارضة أهل المنطقة وعموم السكان ورفضهم القدوم للحج، استمر في حثهم لمدة 7 سنوات حتى قتل 70 ألف مسلم في مكة المكرمة.

إعادة البناء وتحسين عين الكعيبة:

  • في عام 2019، جعلت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني من عين الكعبة جدارًا.
  • في عام 2015 تمت عملية إعادة إعمار كاملة لجدار العين بعد أن امتلأت جرافة تابعة لمقاول البلدية العين بجدرانها بالكامل وسوتها بالأرض، أثناء إعداد مخطط إسكاني بالقرب من بلدة الجش في محافظة القطيف. كما تم عمل بعض التعزيزات لقاعدة السياج بالخرسانة والخرسانة الحديدية وجدار من الطوب. ثم تغطيتها ولفها بالمفروشات البحرية والحجر الجيري بمقاسات مختلفة ونسبة كبيرة من أحجار العين الأصلية المجمعة من داخل العين وحوافها العلوية والخارجية مع مراعاة سماكات الجدار التي سبق قياسها.
    كما قامت بترميم جزء من بقايا القنوات المائية المرتبطة بالعين التي تم اكتشاف فروعها في الجانبين الجنوبي والشمالي لمدينة العين. واتخذت قنواتها شكل نصف مستطيل، وتمتد بطول 29 مترًا إلى القناة الشمالية و 5.5 مترًا إلى القناة الجنوبية. بلغ عرض القناة الجنوبية 1.55 متر، وتتسع بالاتجاه جنوبا حتى وصل عرضها 2.20 متر، ثم تضيق مرة أخرى حتى وصل عرضها 0.70 متر وعمقها 0.80 متر، مع استمرار الانخفاض في مستوى العمق باتجاه الجنوب. يبلغ طول القناة الشمالية 29 مترًا، ويبلغ متوسط ​​عرضها 1.10 مترًا وعمقها من 0.80 إلى 0.70 مترًا.
  • في عام 2013، تم إعادة حفر العين وتنقيبها وتنقية القنوات. وخلال العملية تم الكشف عن العين وتوضيح قطرها الذي بلغ 15 مترا واستخراج جميع أحجار الجدار التي سقطت بداخلها بالإضافة إلى الأنقاض وغيرها. كما تم رصد القنوات المائية واتجاهاتها، وكشف عن قناتين رئيسيتين، واحدة من الجهة الجنوبية متجهة إلى مزارع سيهات، والأخرى من الجهة الشمالية، حيث تتفرع منها عدة قنوات تروي بساتين المنطقة المحيطة.





شارك المقالة: