غوبكلي تبه الأثري في تركيا

اقرأ في هذا المقال


“Gobekli Tepe” وباللغة التركية تعني “التل ذو البطن”، ويعتبر أحد أكثر مواقع ما قبل التاريخ شهرةً في العالم، ويعتبر أمراً غير معتاد لدرجة أنه قلب عالم الآثار رأساً على عقب، وتم إدراجه في قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 2018.

تاريخ غوبكلي تبه

يعتبر غوبكلي تبه مجمع معابد عمره 12000 عام، تم بناؤه بواسطة ثقافة الصيادين والجامعين وهم أقدم المعابد في العالم، وحتى تم اكتشاف هذا المجمع، كان يعتقد أن المعابد قد تم بناؤها فقط من قبل الثقافات الزراعية، وقبل أن يكتشف الباحثون المجمع كان الموقع عبارةً عن منطقة زراعية، حيث وجد المزارعون بانتظام حجارة “مزعجة” في حقولهم وحفروها، مكدسةً في أكوام دون أن يدركوا أنها كانت تدمر مكتشفات ثمينة للغاية، تغير كل ذلك في عام 1963، عندما بدأت جامعتا إسطنبول وشيكاغو في إجراء البحوث في المنطقة، وهذه الحفريات مستمرة منذ ربع قرن.

في الوقت الحالي، فقد ينشغل علماء الآثار بشدة، حيث تظهر المزيد والمزيد من الاكتشافات، بما في ذلك المعابد والأعمدة على شكل حرف T والصور الحجرية، وفي عام 2017، كشفت المسوحات الجيوفيزيائية عن وجود 15 معبداً آخر وأكثر من 200 مسلّة تحت الأرض، حيث يبلغ طول أكبر معبد تم التنقيب عنه حتى الآن 30 متراً، كما توجد داخل المعابد أعمدة كبيرة على شكل حرف T تزن 40 إلى 60 طناً منقوشةً بصور لحيوانات برية.

وتم العثور على العديد من الأحجار الصغيرة ذات الصور المنحوتة، حتى الآن لم يتم حفر سوى جزءاً صغيراً من الموقع، واكتشف علماء الآثار مؤخراً منطقة بها هياكل احتفالية مختلفة، وفي الوقت الحالي، يستمر البحث في الحياة اليومية للأشخاص الذين يعيشون هنا، ويتم تنفيذه بشكلٍ مشترك من قبل معهد برلين الألماني للآثار ومتحف سانليورفا، كما تشير التقديرات إلى أن البحث في هذا المجال الغني بالمكافآت قد يستغرق 150 عاماً أخرى.

المعالم الأثرية في غوبكلي تبه

يقع موقع غوبكلي تبه على بعد حوالي 15 كيلو متراً من مدينة شانلي أورفا في جنوب شرق تركيا، وهو عبارةً عن معابد تحتوي على أعمدة 3 أمتار تقع في الجولة، ويحتوي كل عمود من الحجر الجيري المترابط على شكل حرف T على نقوشٍ منحوتة للحيوانات؛ الغزلان والثعابين والثعالب والأسود.

بالإضافة إلى شخصيات وأيقونات مجردة، كما تشير العظام التي تم اكتشافها في الموقع إلى أن التل كان يستخدم في طقوس القرابين والأعياد، وفي بعض الأحجار المتراصة توجد أيضاً علامات تشبه الحروف “H” أو “O”، لذلك يدعي البعض أن أولئك الذين بنوا الموقع قد اخترعوا أيضاً الكتابة، ومن المحتمل أن تكون هذه رموزاً مقدسة وليست أحرفاً لاتينية، لكن لا توجد دراسات علمية حول هذا الموضوع حتى الآن، ويوجد طريقتين للوصول إلى الموقع؛ يتم توجيهك إلى المعبد القديم من خلال لافتات مرسومة بالرش على الحائط، ثم القيادة ببطء فوق التلال بين الحقول التي كان يعمل بها المزارعون لقرون.

كان التل مليئاً بكمية هائلة من أدوات الصوان من العصر الحجري الحديث؛ السكاكين والمروحيات ونقاط المقذوفات، هذه الأدوات ليست خارجة عن المألوف، لكن العدد الهائل منها يعد ظاهرة وحقيقة أنها استخدمت لبناء موقع ديني، في وقت اعتقد فيه العديد من المؤرخين وعلماء الآثار أن المعابد والممارسات الدينية من هذا النوع لم يكن موجوداً بعد، مما يجعل هذا الاكتشاف أكثر إثارةً للاهتمام.

المنازل أو المعابد هي في الغالب مبانٍ صخرية مستديرة مستقلة، وهناك العديد من الهياكل الدائرية التي يتراوح قطرها من 10 إلى 30 متراً، وهي محاطة بجدران حجرية مستطيلة يبلغ ارتفاعها حوالي 2 متر، كما يبلغ ارتفاع أعمدة الحجر الجيري التي تدعم الأسطح المحتملة حوالي 3 أمتار، يمكن أيضاً ملاحظة العديد من الغرف المستطيلة ذات الأرضيات المصنوعة من الجير والطين المحروق، ولسببٍ ما، توقف هؤلاء الأشخاص عن استخدام مجمع غوبكلي تبه حوالي 8.000 قبل الميلاد وقاموا عمداً بدفن المدينة بالغبار.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: