قصر الجم الأثري في تونس

اقرأ في هذا المقال


“El-Jem Palace” ويعتبر إحدى أكبر وأهم المعالم الأثرية في تونس، حيث يتميز بجاذبيته الدرامية التي تعود للإمبراطورية الرومانية، والذي يعد أحد أفضل المدرجات المحفوظة والأكبر في الإمبراطورية الرومانية بأكملها، وهو رمزاً رئيسي لارتفاع إفريقيا الرومانية، مما أضاف لمسةً خاصة إلى الثقافة الرومانية.

تاريخ بناء قصر الجم

وهو عبارة عن مدرجٍ كبير تم بناؤه في نهاية القرن الثاني الميلادي بين 230 و 238 بعد الميلاد خلال العصر الروماني، وقد شيده الإمبراطور جورديان، حيث تم بناء المدرج لأحداث المتفرجين مثل: ألعاب المصارعين، وكان المدرج شاسعاً وقادراً على استيعاب ما يصل إلى 35000 متفرج، بطول 162 متراً وعرض 118 متراً، مما يجعل مسرح الجم أكبر مسرح من نوعه في شمال إفريقيا.

وقد تم تشييده على غرار مدرج روما، ولكن ليس نسخة طبق الأصل من بناء فلافيان، حيث كان يعبر عن ازدهار الحضارة الرومانية في تلك الفترة، كما يعتبر المدرج الوحيد في العالم الروماني الذي تم بناؤه بالكامل من الحجر المكسو، دون استخدام الطوب، وقد تعرض المدرج إلى الدمار عام 238م في العصور الوسطى، وأصبح بعد ذلك ملاذاً للسكان من هجمات العرب عام 647م، وظل هيكلاً كاملاً حتى تم استخدامه للمساعدة في بناء قرية الجم الحديثة في القرن السابع عشر.

وقد تم بناء المدرج بالكامل من الكثبان الرملية، حيث فرض هذا الحجر ذو لون الرمال الدافئة، الهش والضعيف، هندسةً معماريةً ضخمة، وأروقةً عميقة وضيقة تخلق مسرحيات رائعة من الضوء والظل، كما تتخلل هذه الواجهة المهيبة، أعمدةً متداخلة على عكس الكولوسيوم في روما، الذي يركب الطلبات الكلاسيكية الثلاثة، بل يقتصر قصر الجم على نمطين من الأعمدة؛ كورينثيان ومركب، وهذا الالتزام بالبساطة يرفع من جمال الحجر، مما يمنح النصب صفاتاً متناغمة لطالما أعجب بها المسافرون والمؤرخون.

وعلى الرغم من تعرض المدرج للسرقة من الحجر والهجوم من قبل البريطانيين، خلال الحرب العالمية الثانية عندما كان بمثابة ملجأ للجنود الألمان، إلا أن المدرج لا يزال قائماً كهيكلٍ كامل نسبياً مع جميع الطوابق الثلاثة، مع بقاء سلالم وصالات عرض سليمة من جانب واحد، وبدأ الترميم بين عامي 1974 و 198م، واليوم، أعيد بناء نصف منطقة الجلوس، حيث يتمتع المدرج بالحماية كموقع تراث لليونسكو ومكانةً كبيرة، كونه أحد أكثر مناطق الجذب زيارة في تونس.

السياحة في قصر الجم

يعتبر قصر الجم إحدى المعالم السياحية الأثرية المهمة والذي يقع على بعد 210 كيلو متراً جنوب العاصمة تونس، حيث حل المدرج القائم اليوم محل الهيكل الأصلي الأصغر الذي يتسع إلى 8000 شخص، وبني من الحجر الجيري الأحمر، وكان ثالث أكبر مدرج في العالم الروماني، حيث كان يجلس فيه 30000 متفرج.

كما يبلغ طول الهيكل الحالي 149 متراً وعرضه 124 متراً وبارتفاع يصل إلى 36 متراً، ويتكون من 3 طوابق، حيث تتكون كل قصة من سلسلة من الأقواس المكونة من أعمدة متداخلة مركبة (وهو تطور روماني يجمع بين عناصر من الأعمدة الكورنثية والأيونية)، كما يؤدي السلم الداخلي إلى ممر مغطى يدور حول محيط كل مستوى، مما يسمح بالوصول إلى المقاعد.

تم اكتشاف منطقة الطابق السفلي بالساحة عام 1904م، وهي لا تزال سليمةً بشكلٍ ملحوظ وتعطي صورة واضحة عن كيفية عمل الحلبة، ويبلغ طولها 65 متراً، وهي مقسمةً إلى معرضين مقببين يحتويان على خلايا وغرف لإيواء الوحوش البرية والمُصارعين الذين شاركوا في الألعاب.

ولا تزال أرضية الحلبة بها فتحاتٍ تسمح بتربية الحيوانات البرية وإنزالها من هذه الخلايا عبر نظام الرفع، وكان هناك شريط قابل للإزالة يمتد أيضاً في وسط الحلبة، حيث كان هذا هو سقف زنازين الطابق السفلي وتم رفعه عندما لم تكن الساحة مستخدمة لتهوية هذه المناطق المحصورة.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: