قلعة المينا الأثرية في غانا

اقرأ في هذا المقال


“Elmina Castle” وتعرف أيضاً بقلعة “سانت جورج”، وتعتبر واحدة من أشر المعالم الأثرية في غانا، وكانت جدرانها ذات يوم موطناً لواحدة من أكثر الفترات مأساوية في تاريخ البشرية؛ وهي تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي.

تاريخ بناء قلعة المينا

نم بناء قلعة المينا عام 1482م كمستوطنة تجارية برتغالية، وقد أطلق عليها لأول مرة اسم ساو خورخي دا مينا، حيث كانت تستخدم في تجارة الذهب والعاج بشكلٍ رئيسي في البداية، وكانت تعتبر أحد مستودعات الرقيق الرئيسية في تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي لأكثر من ثلاثة قرون، حيث كانت القلعة أول مركز تجاري تم بناؤه على خليج غينيا، وكذلك أقدم مبنى أوروبي موجود في منطقة سويب الصحراء الأفريقية، وعندما بدأت القوى الأوروبية في غزو إفريقيا للعبيد، أصبحت المينا محطة أساسية على طريق العبيد وسجناً من نوعٍ ما للأسرى.

وفي عام 1637م قصف الجيش الهولندي القلعة من تلٍ قريب وسيطر عليها، ثم أعادوا تسميتها قلعة المينا وبنوا حصناً آخر على التل الذي استخدموه لمهاجمة قلعة المينا لمنع الآخرين من مهاجمتها، وبعد أن استولى الهولنديون على القلعة، وسعوها وأعادوها.

واستمر استخدامها كمركزٍ تجاري للذهب والعاج وكذلك مركزاً للعبيد حتى عام 1814م، عندما ألغى الهولنديون تجارة الرقيق، حيث تم توسيعها عندما استبدل العبيد الذهب ككائن رئيسي للتجارة، مع تحويل المخازن إلى زنزانات، حيث تشير التقديرات إلى أنه تم تداول حوالي 30000 عبد كل عام في المينا حتى تم إلغاء تجارة الرقيق.

في عام 1872م، انتقلت قلعة المينا إلى أيدي البريطانيين، لكنها لم تعد تستخدم كمركز تجاري، وبعد استقلال غانا، من عام 1957م، تم استخدام المينا كمدرسةٍ ومركز شرطة للمجندين، واليوم أصبحت القلعة موقعاً للتراث العالمي لليونسكو وتعتبر إحدى أشهر الأماكن التاريخية في غانا.

السياحة في قلعة المينا

تعتبر قلعة المينا واحدة من أشهر المواقع السياحية في غانا، حيث تعتبر أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، والتي تجذب عشرات الآلاف من الزوار كل عام، وعند زيارة القلعة، ستختبر التاريخ المادي لتجارة الرقيق، والتي لا يزال تأثيرها محسوساً خارج شواطئ إفريقيا اليوم، ويقوم معظم زوار غانا بجولة في قلعة المينا، حيث هنالك جولة تثقيفية تأخذ السائح إلى الأبراج المحصنة المظلمة وزنازين العقاب، وباب اللاعودة وغرفة البرج.

حيث سجن البريطانيون ملك أشانتي بريمبه الأول لمدة أربع سنوات، حيث تعطي هذه الجولات عبر الأبراج المحصنة السياح، فكرةً جيدة عن مدى بشاعة التجارة التي كانت عليه، حيث يتناقض الجمال الصارخ لجدران القلعة المطلية باللون الأبيض بعمق مع التاريخ المظلم لهذا المكان، كما تضم القلعة متحفاً صغيراً رائع.

وتعتبر مدينة المينا المركزية أيضاً مدينة صيد خلاَبة على طول ساحل غانا، كما تعتبر موطن حصن سان جاجو الأصغر الذي يقع على قمة تل، وعدد من مزارات بوسوبان الرائعة وبحيرة صيد مزدحمة، وهذا الموقع به الكثير من عوامل الجذب التي ستجعل الزائر مشغولاً بتجربة تاريخ غانا وثقافتها وحياتها، حيث تتوفر جولات منفصلة سيراً على الأقدام في المينا ويتم استقبالها بشكلٍ جيد من قبل السكان.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: