قلعة الدوسرية

اقرأ في هذا المقال



ليس بغريب على بلد معراج الرسول والأرض المباركة التي نقدسها وفيها قبلة المسلمين أن يكون لها مجد وتاريخ الذي خلد عبر العصور  هذا التاريخ في هذه البلد العظيمة بلد سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام. ومن المعالم الأثرية الموجودة في المملكة العربية (السعودية) وأهمها قلعة الدوسرية التي تعود للعصر العثماني على جبل وسط مدينة جازان المطلة على البحر الأحمر وكانت قاعدة الحاكم التركي المحلي. كما يُعتقد أنها كانت بمثابة معسكر لجيش الدواسر الذي أرسله الملك عبد العزيز.
قامت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بترميم وإعادة هيكلة القلعة في عام 2012. وأنشأت متحفًا بداخلها. قلعة الدوسرية من أشهر القلاع في المملكة العربية السعودية، وتقع في جيزان على قمة جبل يطل على البحر. تم بناؤه خلال الحكم العثماني منذ ما يقرب من خمسة قرون. لا يذهب الزائر إلى مدينة جيزان (جنوب المملكة العربية السعودية) دون أن يلاحظ القلعة الأثرية التي تقع وسط أعلى قممها المطلة على ضفاف البحر الأحمر، حيث يحتضن العمران البشري الطبيعة الأم، في لحظة استماع إلى حقائق التاريخ التي تحافظ على ذكراه الحية للماضي بالأحداث والشخصيات.

موقع قلعة الدوسرية:


كمنارة تتوج مدينة قديمة، تقع قلعة الدوسرية على مرتفعات الشريف المطلة على جبل الملح، مورد الملح الطبيعي في المملكة العربية السعودية. يعود تاريخ بنائها إلى الإمبراطورية العثمانية، حيث كانت مقر الحاكم التركي في جيزان، وتقع القلعة في وسط جيزان فوق جبل يطل على البحر في أعلى قمة جبل جيزان من الفتحات المستخدمة للأغراض العسكرية جنوب المملكة العربية السعودية، وكذلك المتاريس الجنوبية والغربية التي أضيفت لتشكيل خطوط أولية دفاعية لبنائها، والتي ترتفع 250 متراً عن سطح البحر. قلعة الدوسرية هي قلعة قديمة تقع، وعلى ارتفاع من حوالي 150 متراً عن سطح البحر ، تأخذ القلعة شكل مربع وتقدر مساحتها الإجمالية بـ 900 م 2 ، وتدعمها أربعة أبراج ضخمة.

سبب تسميتها بقلعة الدوسرية:


اختلفت الروايات حول سبب تسمية القلعة تحت اسم “قلعة الدوسرية”، ونسب البعض الاسم إلى كلمة “دوسر” التي تعني تقسيم الجيش ، ونسب بعض الاسم إلى جيش الدواسر بقيادة الشيخ الأمير عبدالله بن درعان. على الرغم من الأهمية العسكرية والاستراتيجية لقلعة الدوسرية، إلا أن الطراز المعماري الذي يوفر رؤية كاملة من داخلها، وقدرة فريدة على مراقبة أفق البر والبحر من جميع الاتجاهات، فشل المصادر التاريخية في معالجتها بشكل شامل وواسع. وانعكس ذلك في قلة وزن عصر بنائه وسبب تحديد اسمه. قال المؤرخ أحمد النعمان إن إهمال المصادر التاريخية الأولية لسبب تسمية القلعة أدى إلى اختلاف الروايات الشفوية التي لا يمكن الاعتماد عليها لسببين: عدم اعتمادهم على تاريخ موثوق به. المصدر، وبُعد بعضهم عن المنطق.
على سبيل المثال، تقول إحدى الروايات أن الاسم منسوب إلى أحد قيادات الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن مؤسس الدولة السعودية الثالثة، الذي دخل جيزان من قبيلة الدواسر العربية، وآخر يقول إن تنسب القلعة إلى نفس القبيلة المذكورة سابقاً، والمقيمة في جنوب نجد، حيث تنص الرواية على أن هذه القبيلة كانت المكون الرئيسي لجيش الملك عبد العزيز الذي دخل منطقة جيزان، وبعد دخول بنت قلعة. أما الرواية الثالثة، وهي الأكثر انتشارًا، فتفترض أن القلعة بُنيت في عهد الملك عبد العزيز، فور ضم المنطقة عام 1351 هـ (1932 م).
والرجح أن “النعمان” هو أقرب ما ذكرته بعض المصادر عن دخول 150 مجنداً من الدواسر. لكسر الثورة الإدريسية – بالإشارة إلى الإمارة الإدريسية في جيزان من 1909 إلى 1930 – وكان دخول هؤلاء الجنود من جانب الجبال الغربية التي تقع عليها القلعة. مهما كان الأمر، ليس من الممكن فهم الحقيقة التاريخية التي يمكن الاعتماد عليها حول تسمية قلعة الدوسرية بهذا الاسم.

عصر بناء قلعة الدوسرية:


وبحسب الباحث التاريخي، فإن المصادر لم تؤكد عصر بناء القلعة، ولكن قربها من حيث تصميمها للقلعة العسكرية (دار النصر) في مدينة “أبو عريش” التي يعتقد أنها أن بناه الشريف حمود بن محمد الخيراتي، يمكن الاعتماد عليه في قوله: من بناه؛ لاعتبارات عديدة أشارت مصادر محلية إلى بناء إحدى قلاعه في مدينة جيزان الساحلية، وكذلك التشابه البنيوي النسبي بين القلاعين، إضافة إلى أن الجبل الذي أقيم عليه “الدوسرية” يعرف باسم “جبل الشريف” وهذه اعتبارات لا يمكن التغاضي عنها في ظل ندرة المصادر التاريخية والمعلومات الموثقة.
وتجدر الإشارة إلى أن بعض الآراء تزعم أن الشريف الخيراتي هو الذي بنى قلعة “اللاسلكي” – وهي مبنى أثري آخر في المنطقة – وليس الدوسرية.

حقب متتالية لقلعة الدوسرية:


عندما انتهى حكم الخيراتي في جيزان وسيطر الأتراك عليها، تركت الحامية التركية التي كانت متمركزة على ساحل المدينة المنورة الحبل غربًا في المدن والقرى والوديان المحيطة بها، فلم يبق حكم الأتراك. فوق المدينة وقلاعها. لضعف الحماية وتميزها بالاضطراب وضعف السيطرة السياسية.
خلال الفترة الإدريسية لم تشهد قلعة الدوسرية حركة ملحوظة، رغم النشاط السياسي المصاحب لتأسيس الإمارة، الصراع الذي احتدم بين السيد الحسن بن علي الإدريسي وابن أخيه الإمام علي بن محمد الإدريسي، والثورة الفاشلة على مندوبي الملك عبد العزيز بعد اتفاق مكة بين الحسن الإدريسي والملك عبد العزيز قبل ضم جيزان للكيان السعودي الموحد، ويترتب على ذلك تدمير القلعة وتدميرها (ضعف بنائه).
في عام 1932 م ، أمر مؤسس الدولة بإعادة بناء القلعة وترميمها، وذكر بعض المعمرين أن رسوم البناء تراوحت بين خمسة إلى عشرة قروش. انتهت عملية إعادة البناء في عام 1932 م، وكانت أول ثكنة عسكرية سعودية مكونة من عدة ضباط وجنود، وعلى رأسهم إبراهيم الطاسان ومنصور الشعيبي، حيث كان في استقبال الأمير فيصل بن عبد العزيز في ذلك الوقت كأول مسؤول احتضنه، عندما كان على رأس حملة عسكرية على اليمن بعد الخلافات السياسية بين البلدين، وكونها مركزًا للحامية العسكرية، كانت أيضًا حارسة لبعض فلول الإدريسيين المتمردين. الإمارة، وبعد ذلك جعلها الشيخ عبد الله القرعاوي – أحد العلماء المكلفين بنشر المعرفة وبناء المدارس في جيزان – مقراً للتعليم والدراسة.
وبعد أن قامت الحكومة السعودية بالإستغناء عن القلعة التي كانت تعتبر كمركز عسكري وسياسي في ذلك الوقت، في أعقاب النهضة العمرانية الواسعة في ذلك الحين التي غطت جميع أنحاء البلاد، أصبحت قلعة الدوسرية موقعًا تاريخيًا تشرف عليه هيئة السياحة والتراث الوطني على ترميمه والعناية به.

ترميم قلعة الدوسرية:


تنفذ أمانة منطقة جازان، بالتعاون مع “مجلس التنمية السياحية” و”فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار” بجيزان، قلعة الدوسرية كمتحف تاريخي وأثري لمنطقة جيزان، وذلك ضمن الخطوات التطويرية التي يتخذها فرع الهيئة للارتقاء بمستوى الخدمات السياحية. بدأت وزارة السياحة أعمال ترميم وإعادة هيكلة القلعة في يناير 2012 على ثلاث مراحل. وتتكون المرحلة الأولى من إزالة الأنقاض، والثانية إمداد الكهرباء، وتطوير المنطقة المحيطة بالقلعة، والمرحلة الثالثة والأخيرة إنشاء المتحف داخل القلعة.

معلومات حول قلعة الدوسرية:


استُخدمت القلعة عدة مرات، حيث استُخدمت في عهد الدولة العثمانية لمنطقة جيزان في القرن الثالث عشر الهجري، حيث كانت تعتبر قلعة الدوسرية مقر “للحاكم التركي”، كما استُخدمت في عهد الدولة العثمانية. الدولة الإدريسية وكذلك في عهد الملك عبد العزيز والملك سعود، ولم يختصر تاريخ القلعة في ما يتعلق بالحرب والمهام السياسية فقط، لكن الشيخ عبد الله القرعاوي صنعها خلال فترة نشر العلم في جيزان. مقرًا للتعليم والدراسة ونشر المعرفة بين طلاب المنطقة، وفي العهد السعودي كانت تستخدمه وزارة الدفاع.

الطراز الأوروبي لقلعة الدوسرية:


لقد بيّن المستشار والمرشد السياحي طارق بن محمد معافا أنّ قلعة الدوسرية قد تم بناؤها على الطراز الأوروبي وتم تصميمها من عدة غرف، على شكل حصن مربّع من طابقين وقبو. مدعمة بأربعة أبراج ضخمة على مساحة 900 متر مربع، وأوضح أنّها ترتفع عن مستوى سطح البحر بنحو 200 متر لتكون منارة لن تغيب عن رؤية الناظر ولا تغيب عنها وذلك بسبب موقعها المميز بالقرب من جبل الملح، على تل يطل على البحر والأرض، ليكون من أهم المعالم السياحية في منطقة جازان. (مركز سياسي وحربي)


قال معافا أن تاريخ بنائه يعود إلى سقوط الأندلس قبل حوالي 600 سنة، ووجد في فترة الأسر الحاكمة بمنطقة جيزان في القرن الثالث عشر الهجري، ومن الدولة العثمانية ثم الإدريسية. وبعدهم انتقلت إلى الدولة السعودية في عهد الملك عبد العزيز – رحمه الله – واستخدمت القلعة في ذلك الوقت كمركز سياسي وحربي خلال معظم فترات احتلالها من قبل الحاكم التركي، ثم من قبل وزارة الدفاع. نظرًا لتصميمها الجيد وقوة بنائها، إلى جانب موقعها الاستراتيجي المطل على المساحات المحيطة، استخدمها العالم الشهير الشيخ عبد الله القرعاوي كمكان ومنصة لتعليم طلابه ونشر المعرفة القانونية بعد توحيد المملكة بتوصية من الملك عبدالعزيز – رحمه الله -.



شارك المقالة: