كهوف أجانتا الأثرية في الهند

اقرأ في هذا المقال


“Ajanta Caves” وتعتبر إحدى أهم المواقع السياحية التاريخية في الهند، حيث تحتوي على العديد من المعابد والأديرة البوذية المنحوتة في الصخور، والتي يتم الاحتفال بلوحاتها الجدارية كل عام.

تاريخ كهوف أجانتا

تقع كهوف أجانتا على بعد حوالي 107 كيلو متراً إلى الشمال من “Aurangabad” في سلسلة “Indhyadri” من “Western Ghats”، حيث تحتوي على ثلاثين كهفاً مشهورةً بهندسة المعابد البوذية المبكرة والعديد من الجداريات المرسومة بدقة في جرفٍ على شكل حدوة حصان، يبلغ ارتفاعه 76 متراً ويطل على نهر واغورا (النمر)، ويمكن تقسيم فترة التنقيب إلى مرحلتين واسعتين؛ حيث تعود أقدم الكهوف (الكهف 8 ، 9 ، 10 ، 12 ، 13 ، 15)، التي تنتمي إلى مرحلة الهينايانا البوذية، تقريباً إلى القرن الثاني قبل الميلاد، مع فترة نشاطها التي استمرت حتى القرن الأول الميلادي خلال حكم سلالة ساتافانا.

أما المرحلة الثانية من أنشطة التنقيب، بين القرنين الخامس والسادس الميلادي، حيث جرت إلى حدٍ كبير تحت رعاية سلالات فاكاتاكا (القرن الثالث – القرن الخامس الميلادي)، حيث كان فاكاتاكا معاصرين لإمبراطورية جوبتا، وحدث أكبر ازدهار في هذه المرحلة خلال فترة الحكم القصيرة لإمبراطور فاكاتاكا.

وكانت أعمال التنقيب وإنشاء الكهوف بمثابة جهد مجتمعي أكبر في المرحلة السابقة، حيث ساهمت الجهود الجماعية في بناء أجزاء مختلفة من الكهوف، من الواجهات إلى الخلايا المفردة، حيث تميز البناء برعاية من الرعاة المؤثرين والمقاتلين المحليين، كما تشير النقوش المأخوذة من الكهوف (4 و 16 و 17 و 20 و 26) إلى أنه غالباً ما تم بناء العديد من الكهوف تحت رعاية راعٍ واحد؛ تشمل الأمثلة ملك “Risika” المحلي، ورئيس وزراء “Harisena Varahadeva” وراهب Asmaka” Buddhabhadra”، ومع ذلك، فإن الرعاية الملكية لم تقصر إمكانية الوصول إليها.

لم يتم حفر الكهوف في أجانتا بمعزلٍ عن غيرها، ولكن مجموعة من الأنشطة المماثلة أدت إلى عددٍ من مجمعات الكهوف عبر “Western Ghats”، وتشمل بعض هذه الكهوف؛ كارلي وبهاجا وكانهيري وجونار وناسيك وكوندانا وبيتالخورا، ومن المحتمل جداً أن يكون مصدر إلهام هذه الكهوف المنحوتة في الصخور من مجموعة من الهياكل المماثلة في بارابار وتلال ناجارجوني الواقعة في منطقة جيهان أباد، على بعد 24 كم شمال جايا.

المعالم الأثرية في كهوف أجانتا

1. الكهف 1

وهو كهف فيهارا (دير)، حيث يتميز بأنه مخطط مربع الشكل يتكون من فناء مفتوح وشرفة بها زنازين على كل جانب، وقاعة مركزية محاطة بـ 14 زنزانة، ودهليز، وعلى الرغم من أنه يقع في أقل من موقع مثالي في الطرف الشرقي من الوادي الضيق، فإن لوحاته منفذة بشكل جميل ورائع، إلا أن الزخارف النحتية والمعمارية تجعل هذا الكهف مناسباً حقًا للملك؛ فهو يعتبر الكهف الملكي الذي رعاه الإمبراطور هاريسينا، كما يحتوي على اللوحات الشهيرة لبوديسفاتاس بادماباني وفاجراباني، مع شخصية بوذا جالساً في دارما شقرا برافارتانا مودرا في الحرم، كما تشمل الميزات البارزة الأخرى؛ الجداريات التي تصور “Sibi” و “Samkhapala “و “Mahajanaka” و “Mahaummagga”.

2. الكهف 2

يتكون هذا الكهف من رواق به زنازين على كلا الجانبين، وقاعة ذات أعمدة مقيدة بعشر زنازين، وغرفة انتظار، كما يحتوي على مزارين فرعيين، ويحيط بوذا في الضريح الرئيسي شخصيتان من الياكشا على اليسار واثنان آخران  على اليمين، حيث تصور جدران الكهف والسقف المزينة بشكل جميل؛ “Vidhurapandita & Ruru Jatakas” ومعجزة “Sravasti و Ashtabhaya ” وحلم “Maya”.

3. الكهف 3

وهو كهف غير مكتمل ويتكون فقط من شرفة واحدة ذات أعمدة.

4. الكهف 4

ويعتبر أكبر كهفاً في أجانتا، حيث يتميز واجهته المزخرفة بزخارف غنية بشخصيةٍ منحوتة من “Bodhisvatta” كمخلص لثمانية مخاطر كبيرة من بين أمور أخرى، ويتبع البناء النمط الأساسي لشرفة ذات أعمدة مع زنازين مجاورة تؤدي إلى قاعة مركزية محاطة بمجموعة أخرى من الزنازين وغرفة انتظار، كما يتميز هذا الكهف بميزة جيولوجية مثيرةً للاهتمام، ملحوظةً على السقف والتي تعطي انطباعا فريداً عن تدفق الحمم البركانية.

5. الكهف 5

لم تكتمل عملية التنقيب داخل هذا الكهف، حيث بدأت فقط في نحت الرواق، ويحتوي على قاعة داخلية غير مكتملة، ولا يحتوي على أي زخارف معمارية ونحتية باستثناء إطار الباب المزخرف الذي يوضح تفاصيل الشخصيات النسائية من “makaras”.

6. الكهف 6

يتكون هذا الكهف من طابقين باسم “Cave 6 Lower” و طCave 6 Upper”، حيث يحتوي كلا الطابقين على تمثال بوذا، ويتميز بشرفة ذات أعمدة، كما يُعتقد أن الطابق العلوي كان فكرة متأخرة عندما كانت أعمال التنقيب في الطابق السفلي جارية، وهناك بعض الأمثلة المدهشة للجداريات المحفوظة في الضريح وغرفة انتظار الكهف السفلي، وفي كلا الطابقين، يُرى بوذا في حالاتٍ مزاجية مختلفة.

7. الكهف 7

يتكون هذا الكهف من رواقين صغيرين مدعومين بأعمدة مثمنة الأضلاع مع ثماني خلايا، وقاعة مركزية مستطيلة الشكل، مع تمثال بوذا في وضع الوعظ، ويتميز بكثرة المنحوتات، حيث يحتوي على واحدة من أكثر اللوحات شهرةً، تصور بوذا جالساً يحميه “Naga Muchalinda” (ملك الأفعى متعدد الرؤوس).

8. الكهف 8

ويعتقد بأنه كان أقدم كهف ينتمي إلى المرحلة الأولى من التنقيب، ويقع هذا الكهف في أدنى مستوى، حيث جرف جزءاً كبيراً من مقدمة الهيكل بسبب الانهيار الأرضي، ولم يتبق سوى القليل من التفاصيل المعمارية، والأهم من ذلك أن الحرم لا يحتوي على صورةٍ لبوذا.

9. الكهف 9

تم التنقيب عنه في القرن الأول قبل الميلاد، حيث يحتوي على صحن يحيط به ممرات على كلا الجانبين، مفصولةً بصف من 23 عموداً مع ستوبا في نهايته، ويتميز سقف الصحن بأنه مقبب ولكن سقف الممرات مسطح، ويقف ستوبا على قاعدة أسطوانية عالية في الوسط، حيث تظهر علامات العوارض الخشبية والعوارض الخشبية على السقف والواجهة والأعمدة المثمنة المخروطية؛ تمسكاً بالنمط المعماري الخشبي المعاصر، كما تنتمي اللوحات في هذا الكهف إلى عصرين مختلفين؛ الأول كان وقت التنقيب، بينما تم إعادة طلاء داخل الكهف في المرحلة اللاحقة من النشاط، حوالي القرن الخامس الميلادي.

10. الكهف 10

ويعتبر أقدم مبنى في مجمع الكهوف، حيث تم بناؤه في القرن الثاني قبل الميلاد، ويتميز بوجود صحن الكنيسة الذي يتم فصله عن الممرات بواسطة 39 عموداً مثمن الأضلاع مع وجود ستوبا في نهاية الممرات، كما يحتوي الكهف على لوحات من فترتين مختلفتين، تصور المشاهد عبادة شجرة بودي وقصص من سما وتشادانتا جاتاكاس.

11. الكهف 11

يعود تاريخ هذا الكهف إلى أوائل القرن الخامس الميلادي، ويتألف من شرفة ذات أعمدة بأربع خلايا، وقاعة بها ست خلايا ومقعد طويل، إلى جانب صورة بوذا في موقف الوعظ، على ستوبا غير مكتملة.

12. الكهف 12

يعود تاريخه من القرن الثاني إلى القرن الأول قبل الميلاد، ولقد انهارت واجهة هذا الكهف تماماً، ولم يبق سوى القاعة المركزية التي تحتوي على أربع زنزانات في كل جانب من جوانبها الداخلية الثلاثة، كل زنزانة مزودة بأسرّة مزدوجة مع وسائد حجرية مرتفعة، وواجهة الزنزانة مزخرفة بزخارف نافذة تشيتيا فوق كل باب.

13. الكهف 13

وهو عبارة عن كهفٍ صغير من المرحلة الأولى، ربما القرن الأول الميلادي، ويتألف من قاعة نجمية مركزية بها سبع خلايا مجاورة موزعةً على ثلاثة جوانب.

14. الكهف 14

وهو كهف غير مكتمل، على الرغم من التخطيط المبدئي على نطاقٍ واسع، إلا أنه لم يتقدم إلا بصعوبة إلى ما بعد النصف الأمامي، ويتميز برسمٍ جميل لسالابانجيكا (امرأة تكسر فرعاً من شجرة شوريا) في الزاوية العلوية من المدخل.

15. الكهف 15

تم التنقيب عن هذا الكهف في منتصف القرن الخامس الميلادي، ويتميز شكله العام بشرفة ذات أعمدة بخلية في كل طرف، وقاعة أستيلار مصحوبة بثماني خلايا وغرفة انتظار، بالإضافة إلى حرمٍ مقدس به تمثال لبوذا.

16. الكهف 16

وهو من أكبر الحفريات الواقعة في أجانتا، حيث يتميز بقاعة ضخمة محاطة بـ 14 زنزانة، وتمثالاً منحوتاً لبوذا، حيث تم حفظ بعض من أفضل الأمثلة على الجداريات فيه، وتشمل الروايات العديد من قصص جاتاكا مثل هاستي وماها أوماغا وماها سوتاسوما، كما تشمل الصور الأخرى تحويل ناندا ومعجزة سرافاستي وحلم المايا وحوادث أخرى من حياة بوذا.

17. الكهف 17

يحتوي هذا الكهف على مجموعة نموذجية من اللوحات والزخارف المعمارية، حيث تم حفر هذا الكهف تحت إشراف اللورد الإقطاعي المحلي “Upendragupta”، ويتكون من شرفة ذات أعمدة مع خلايا على كلا الجانبين، وقاعة مركزية كبيرة مدعومة بـ 20 عموداً مثمن الأضلاع ومحاطة بـ 17 خلية، وغرفة انتظار وغرفة أخرى مع صورةٍ مجسدة لـ بوذا.

18. الكهف 18

تم اعتبار هذا الكهف على أنه خطأ، وهو عبارة عن رواق ذي عمودين لهما قواعد مصبوبة، وأعمدة مثمنة الأضلاع.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: