تدخُّل الإنسان في العمليات المؤثرة في الشواطئ:
تُسبب حركة الرمال بواسطة الجرف وتيارات الشواطئ مشاكل عديدة، فالرمال قد تنقل من أماكن يرغب الإنسان بقائها بها وقد تنقل إلى اماكن غير مرغوب فيها. كما تعالج هذه المشاكل ببناء حواجز مائية وكاسرات أمواج. وقد تنتج بعض المشاكل عن تدخل الإنسان نفسه في عمليات الطبيعة الساحلية، ووقف حركة الرمال غير المرغوب فيها والتي قد تُكلّف الكثير لتصحيحها وتبني الحواجز المائية في أزواج ممتده في المحيط عند مداخل الأنهار والموانئ؛ وذلك لحصر تيار الماء الناتج عن المد والجزر في قناة ضيقة تاركة الرمل في حركة دائمة بها؛ لمنعه من الترسب داخلها.
غير أن هذه الحواجز قد تقف سداً أمام الرمال المتحركة بالجرف وتيارات السواحل مؤدياً ذلك إلى تراكمها عندها، كما تعمل الأمواج على ازالة الرمال عند الناحية المقابلة، حيث أنها لا تستقبل أية رسوبيات رملية جديدة فسيختفي الشاطئ الرملي كلياً عند ذلك الموقع. وللمحافظة أو لزيادة عرض الشواطئ التي تفقد رمالها بفعل الجرف أو تيارات السواحل، يعمد إلى بناء الحنيات وهي جدران قصيرة تُبنى عمودياً على الساحل لحجز الرمال المتحركة، حيث أن الحنيات تؤدي عملها بفاعلية كبيرة فإن التيارات الساحلية ورائها والتي تفتقر إلى حمولة رملية، تعمل على نقل الرمال الموجودة هناك؛ ممَّا يثير إحتجاج أصحابها ولموازنة هذا الإجراء يقوم هاؤلاء ببناء حنيات على شواطئها؛ ممَّا يضاعف من أعداد الحنيات كما هو الحال علية بشاطئ نيوجرسي، حيث تم بناء ما يقارب الثلاث مائة حنية.
حيث أن هذه الطريقة أثبتت عدم جدواها في تقديم حل مناسب طويل المدى لمشكلة التعرية بالشواطئ، فقد تم استحداث طريقة أخرى تعرف بإنعاش الشواطئ وهي عبارة عن زيادة الرمال إلى الشواطئ من آن إلى آخر، وقد يكون مصدر الرمال قاع وهو مجاور أو كثبان رملية على اليابسة. وقد ينقل الرمل مباشرة بواسطة الشاحنات إلى الشواطئ أو يصب في موقع ويترك أمر توزيعه إلى نشاط الأمواج.
ويجب التنبيه هنا إلى أن عملية الإنعاش قد تكون حلاً باهظ التكاليف، ومثال ذلك تكلفة إنعاش 24 كيلو متر من شاطئ ميامي بأمريكا التي بلغت 64 مليون دولار. وبالإضافة إلى ذلك قد ينتج عن عملية الإنعاش تأثيرات بيئية غير مرغوب فيها، مثل ما حدث على شاطئ وايكيتي بهواي، حيث تم استبدال الرمال الكلية بأخرى ذات محتوى طيني أكبر ممَّا زاد في قدرة الأمواج على تعرية الشاطئ الأقل مقاومة، وبالتالي تعكر الماء ومن ثم قتل الشعب المرجانية القريبة. وقد سبب كذلك استبدال رمال شاطئ ميامي المكوّنة من حبيبات الكوارتز، بأخرى كلسية التكوين في إلحاق الضرر بمستعمرات الشعب المرجانية في المنطقة.