تعرية المجاري المائية:
قد تقوم المجاري المائية بتعرية قنواتها بعدة طرق، إمّا برفع المواد غير المتماسكة وبواسطة الكشط أو عن طريق الإذابة. ولا تعتبر الطريقة الأخيرة ذات أهمية كبيرة، فبالرغم من أن إذابة مكونات القناة الصخرية قد يساهم في تعريتها، إلا أن معظم المواد الذائبة في مياه المجاري المائية مصدرها المياه الجوفية. وكما أن حركة الماء غير المنتظمه ينتج عنها انطلاق الماء في دوامات واتجاهات مختلفة. ومثل هذه الحركة تعمل عندما تكون بقوة كافية إلى اقتلاع جزيئات مكونات القناة ومن ثم تقوم برفعها وسط المياه المندفعة.
وبهذه الطريقة فإن قوة المياه الجارية تعمل أيضاً على تعرية المواد التي تكون عديمة التماسك المحكم. وكلما زادت قوة تيار الماء كلما زادت مقدرته على التعرية. وفي بعض الأحيان يتم دفع الماء بقوة كبيرة خلال الشقوق وبين السطوح الطبقية ليخلع أجزاء من مكونات قاع قناة المجرى الصخرية. وبملاحظة مجرى مائي عكر يتبيَّن مقدرة التيارات المائية على رفع ونقل حطام الصخر.
غير أن مقدرة المجرى على تعرية الصُخور الصلبة ليست واضحة بنفس المقدار، كما أن ورق السنفرة أو الورق المرمل قادر على إذابة قطعة من الخشب فإن الجزيئات الصلبة التي يحملها الماء وبخاصة الرمل والجرول قادرة على كشط قاعدة القناة الصخرية. وكثير من الممرات التي تكون ضيقة وشديدة الانحدار، التي تم قطعها بواسطة القذف المتواصل للحبيبات تجاه قاعدة المجرى وجانبية خير دليل على مقدرتها على التعرية.
بالإضافة إلى ذلك فإنه يتم كشط الحببات المحمولة بدفعها قبال بعضها البعض، أو بارتطامها على جانبي المجرى. وبناءً عليه فإنه بواسطة كل من الاحتكاك والكر والدفع والقذف يعمل الكشط على تعرية الطبقات، وبالتالي سقل وتشذيب جزيئات الصخر. كما توجد أيضاً بالكثير من قيعان المجاري فجوات دائرية تعرف بالفجوات الدردورية وهي تتكون بحركة الحصى والرمال في شكل دوامة، حيث أن حركتها الدائرية تعمل كأداة من أجل قطع حفر هذه الفجوات. وعند تلاشي حبيبات الرمل والحصى يتم استبدالها بعدد آخر في عملية مستمرة لحفر قاع المجرى، حيث ينتج عنها فجوات قد تصل إلى عدة أمتار في كل من قطرها وعمقها.
