انقسام قارة البانجيا:
لقد قدم روبرت دايتز وجون هولدن تفاصيل تحرك القارات على مدى 500 مليون سنة. وباستقراء حركة الألواح القارية عبر الزمن والأدلة التي تشمل اتجاه التراكيب البركانية المتبقية فوق الألواح المتحركة وتوزيع اتجاه حركة فوالق التحويل، بالاضافة إلى مغناطيسية الصُخور القديمة، كما تمكَّن دايتز وهولدن من اعادة تركيب قارة البانجيا. وقد استعنا باستعمال العناصر المشعة لتقدير عُمر الصُخور في وضع الجدول الزمني لتكون وانقسام البانجيا.
وقد ساعدت مواقع البقع الساخنة الثابتة عبر الزمن في تحديد مواقع القارات، حيث بدأ انقسام قارة البنجيا حوالي 200 مليون سنة مضت. فقد تسبب الانشطار بين أمريكا الشمالية وأفريقيا في العديد من الطفح البازلتي أثناء الحين الترياسي والتي توجد على الحدود البحرية الشرقية للولايات المتحدة. وقد دل تقدير أعمار هذه الصُخور البازلتية أن الانشطار قد حصل بين 200 و 165 مليون سنة مضت وهو تاريخ مولد هذا الجزء من المحيط الأطلسي.
أمَّا الانشطار الجنوبي لكتلة جوندوانا فكان على شكل (y) والذي دفع الهند في رحلتها في اتجاه الشمال وفصل في الوقت نفسه أفريقيا عن أمريكا الجنوبية وفصل أستراليا عن قارة القطب الجنوبي. ومثال على ذلك وجود 135 قارة منذ مليون سنة مضت. وهو الوقت التقريبي لانفصال أمريكا الجنوبية عن أفريقيا لتكوين جنوب المحيط الأطلسي. وترى الهند في منتصف رحلتها إلى آسيا بينما اتسع الجزء الشمالي للمحيط الأطلسي.
وبانتهاء الحين الكريتاسي (حوالي 65 مليون سنة مضت)، انفصلت جزيرة مدغشقر عن أفريقيا واكتمل تكوين الجزء الجنوبي للمحيط الأطلسي. وهنا وصلت الهند فوق أحد البقع الساخنة؛ ممَّا تسبب في العديد من الطفوح البازلتية غرب الهند والذي يعرف الآن بسهل دكا. واتصال الهند بآسيا والذي حدث حوالي 45 مليون سنة مضت مكوّنة الهيمالايا وهي أعلى الجبال في العالم وذلك بالاضافة إلى مرتفعات التبت.
وكما يعتقد أن استمرار الهند في التقدم نحو الشمال هو السبب في حدوث الزلازل المدمرة التي تهز ذلك الجزء من العالم. كما أن انفصال جرينلاند عن أوراسيا كان حدثاً طبيعياً حديثاً، كما يمكن ملاحظة المولد الحديث لشبه جزيرة باها على طول خليج كاليفورنيا والذي يعتقد أنه حدث منذ أقل من 10 ملايين سنة مضت.