كيف يتكون المد والجزر؟

اقرأ في هذا المقال


تكوّن المد والجزر:

يعرف المد والجزر بتغيّر مستوى سطح البحر دورياً في منطقة ما. ولتوضيح كيف يتكوَّن المد والجزر سنفترض أن الأرض كرة في حركة دوران مستمرة ومُغطّاة بعمق مائي واحد. وهنا يمكننا ببساطة أن نرى كيف يتكوَّن البروز المائي على سطح هذه الكرة القريب من القمر. وبالإضافة إلى ذلك يتكوَّن بروز مائي مماثل على سطح الأرض المعاكس.
واكتشف نيوتن أن كلاً من البروزين يتكون نتيجة لقوة الجاذبية، وهي قوة تتناسب عكسياً مع مربع المسافة بين جسمين اللذين هما الأرض والقمر في هذه الحالة، حيث أن الجاذبية تضعف بتزايد المسافة فإن تأثير جاذبية القمر يكون أقوى بقليل على جانب القمر الأقرب منه على الجانب المعاكس. وينتج عن هذا الانجذاب تمدد الأرض. وتحت تأثير هذه القوة نجد أن جسم الأرض الصلب لا يتأثر شكله كثيراً، غير أن المُحيطات القابلة للحركة نجد أنها تتشكَّل بصورة كبيرة؛ ممَّا ينتج عنه بروز مائي على جانبيها.
وحيث أن موقع القمر لا يتغير كثيراً بالنسبة إلى الأرض في يوم واحد، فإن بروزي الماء يبقيان في مكانهما بينما تتحرك الأرض من تحتهما. فإن الأرض ستحمل المشاهد في أي موقع بالتناوب خلال مياه عميقة، ثم مياه ضحلة وهكذا. وعند انتقال المشاهد إلى مياه عميقة يتواجد في منطقة مد. وعند ابتعاده عنها يتواجد في منطقة جزر. وبالتالي فإن المشاهد سيمر في مدى يوم واحد بمدين وجزرين.
وبالاضافة إلى دوران الأرض فإن بروزي الماء يتحركان مع دوران القمر حول الأرض كل 28 يوماً؛ ممَّا يسبب تأخر المد والجزر 50 دقيقة كل يوم. وتكتمل الدورة لتبدأ دورة أخرى. وقد لا يتساوى المد في يوم معين، فبناءً على الموقع القمر قد يميل البروز المائي تجاه خط الاستواء، حيث أن المشاهد في نصف الكرة الشمالي يمر بمد على الجانب المقابل للقمر يكون أعلى من المد الذي يحدث بعد نصف يوم. أمَّا على نصف الكرة الجنوبي فإن المشاهد يمر بعكس ذلك تماماً.
وتؤثر الشمس كذلك على المد والجزر ولكن لكونها بعيدة فإن تأثيرها يكون أقل من القمر، فجاذبية الشمس يترتب عليها تغيّر في مستوى سطح البحر بأقل من نصف ما يترتب على جاذبية القمر، فقُرب موعد بزوغ الهلال واستدارة البدر يكونان كلاً من القمر والشمس على خط واحد مع الأرض؛ ممَّا يترتب عليه اجتماع قوة جذبهما، فإن المد الناتج يكون أعلى ويكون الجزر أكبر تأثيراً.


شارك المقالة: