تحديد مصدر الزلازل:
تُعَدّ البؤرة هي المكان الذي ينشأ فيه الزلزال عادة تحت سطح الأرض، والمركز السطحي هو المكان الذي يعلو بؤرة الزلزال عند سطح الأرض. ومن خلال الفرق الذي نحصل عليه بين سرعتي الموجات الأولية والموجات الثانوية بطريقة عملية لتحديد المركز السطحي للزلازل الضحلة. ويمكن تشبيه المبدأ المطبق بسباق بين سيارتين، أحدهما أسرع من الأخرى وكلما زادت مسافة السباق زاد الفرق في زمن الوصول عند نهاية السباق.
ولذلك فكلما كان الفرق كبيراً بين زمن وصول الموجات الأولية والموجات الثانوية، كلما زادت المسافة الفاصلة بين المركز السطحي للزلازل وموقع المرجفة التي سجلته. ولقد تم تطوير طريقة لتحديد مكان للمركز السطحي للزلزال باستخدام سجلات اهتزازية من زلازل تم تحديد مركزها السطحي بسهولة من خلال أدلة واقعية. ومن هذه السجلات الزلزالية أمكن وضع رسومات لأزمنة الوصول. ولقد تم تحسين الرسومات الأولى لزمن الوصول عندما أمكن الوصول على سجلات زلزالية من التفجيرات النووية، حيث أن مكان وزمان الانفجار معروفان بدقة مسبقاً، فباستعمال سجل الزلازل ومنحنى أزمنة الانتقال نستطيع أن نحدد المسافة التي تبعد بها محطة التسجيل من موقع الزلزال.
وبعد تحديد الفترة الزمنية بين الموجة الأولية الأولى والموجة الثانوية الأولى، يمكن تحديد موقع الزلزال عن طريق الرسم المبين لزمن الانتقال في الخط الذي يُبيّن امتداداً زمنياً مماثلاً بين منحنى الموجات الأولية والموجات الثانوية. ومن هذه المعلومات نستطيع أن نحدد أن موقع هذا الزلزال يبعد مسافة 3300 كيلومتر من جهاز التسجيل ورغم أن بعد الزلزال يتحدد بهذه الطريقة إلا أن هذا البعد يمكن أن يتخذ أي اتجاه من محطة الرصد، وإن الموقع الحقيقي يمكن تحديده فقط بعد تحديد بُعده من ثلاثة محطات مختلفة أو أكثر لا تقع على خط واحد.
وبرسم دوائر يمثل نصف قطر كل منها بعد المركز السطحي لهذه المحطات يمكن تحديد الموقع بدقة. ولقد تم دعم دراسة الزلازل في الستينات من خلال المجهودات المبذولة؛ لتتميز بين التفجيرات النووية تحت الأرض والزلازل الطبيعية، فقد عمل المختصون على تأسيس شبكات رصد واسعة تحتوي على أثر من 100 محطة لرصد الزلازل ينسق، بينها مركز موحد في مدينة قودن بولاية كولورادو الأمريكية.