تطبيق نتائج الدراسات الجيومورفولوجية:
تنتهي معظم الدراسات الجيولوجية بالتوصل إلى نتائج علمية تتخذ أشكال مختلفة، تتراوح ما بين النظريات أو التقنيات الخاصة بوسائل البحث العلمي وجمع البيانات الجيومورفولوجية، من المصادر المختلفة وتطوير نماذج دراسية أو خرائط ومقاطع وأشكال توضيحية، كما قد تتبنى بعض التوصيات الخاصة بهذه الدراسات.
وعلى الرغم من مساهمة هذه النتائج البحثية في تطوير الفكر الجيومورفولوجي، إلا أنها تجد لنفسها دوراً هاماً وضرورياً عند الدارسيبن الآخرين الذين يغلب على اختصاصاتهم الجانب العلمي والتطبيقي، فيتناولون هذه النتائج ويطبقونها في دراساتهم ومشاريعهم المختلفة؛ ممّا يجنبهم الوقوع في كثير من المشاكل التنفيذية ويوفر عليهم جزءاً من التكاليف المادية.
بل إن كثيراً من هذه المجالات تتبنى المدخلات الجيومورفولوجية، كما تضم في فرق الإعداد والتنفيذ جيومورفولوجيين مختصين بطبيعة ونوعية هذه المجالات أو المشاريع. وفي ما يلي أهم المجالت التطبيقية للمعرفة الجيومورفولوجية:
- الجيومورفولوجية الهندسية: يواجه المهندسيين عامة عند إنجاز مشاريعهم كثيراً من المشاكل الجيومورفولوجية، كاللتي تنتج عن عدم استقرارية المُنحدرات ونشاط الأنهار وتراجع السواحل وانهيار السدود، حيث يجدون أنفسهم مضطرين للأخذ بعين الاعتبار المعطيات الجيومورفولوجية المحلية؛ تجنباً للأخطار الجيومورفولوجية والبيئية أو تحمل تكاليق إنشائية وصيانة لاحقة.
ويعتبر اختيار الموقع المناسب للمشاريع الهندسية، أو إيجاد الحلول المناسبة للتغلب على المشاكل التي تعترض تنفيذ هذه المشاريع وضمان عمر زمني مقبول لاستمرارها، من أهم الإعتبارات التي يأخذها المهندسون بالحسبان ويفرض التضرس ووعرة السطح في الألب تحديات هندسية، يتطلب التعاون معها في أي من هذه المشاريع. ومن المجالات التي تبرز دور الجيومورفولوجيا الهندسية ما يلي:- شق الطرق وإعداد مرافقها: يواجه شق الطرق وبخاصة في المناطق الجبلية مشكلة ووعورة السطح وشدة التضرس؛ ممّا يتطلب مسوحات جيومورفولوجية تبين خرائطها المواقع المرشحة للردم أو الهدم، كذلك تحديد مناطق التكوينات الصخرية الهشة والصلبة ومدى تحملها لبناء الجسور، أو حفر الأنفاق وتجنبها للانهيارات الأرضية.
ويستبعد المهندس إقامة الجسور فوق التكوينات الهشة الصخرية أو الرسوبية، خاصة عبر الأودية النهرية. إذ تتعرض قواعد هذه الجسور، في حالة إقامتها في بيئات فيضية نهرية، مثلاً إلى خطر الانجراف نتيجة لما تحدثه هذه العوائق الإنشائية من زيادة في سرعة الجريان وقوّته الحتية. وقد واجه انشاء جسر عند مصب وادي الموجب في الساحل الشرقي للبحر الميت هذه المشكلة في البداية؛ ممّا اضطر المهندسين إلى إعادة بنائه على نمط الجسور المعلقة.
- شق الطرق وإعداد مرافقها: يواجه شق الطرق وبخاصة في المناطق الجبلية مشكلة ووعورة السطح وشدة التضرس؛ ممّا يتطلب مسوحات جيومورفولوجية تبين خرائطها المواقع المرشحة للردم أو الهدم، كذلك تحديد مناطق التكوينات الصخرية الهشة والصلبة ومدى تحملها لبناء الجسور، أو حفر الأنفاق وتجنبها للانهيارات الأرضية.