كيف يتم تطور مظاهر التضاريس الصحراوية؟

اقرأ في هذا المقال


تطور مظاهر التضاريس الصحراوية:

إن الصحاري في العادة تفتقر إلى مجاري مائية دائمة؛ أي أنها تمتاز بنظام صرف داخلي وهذه تشكيلة من مجاري الأودية التي لا يصل مداها خارج الصحراء، ففي الولايات المتحدة مثلاً المنطقة المعروفة منطقة الأحواض والجبال وهي تشمل جنوب اوريجون وكل من نيفادا وغرب يوتا وجنوب كاليفورنيا، إلى جانب جنوب أريزونا ونيومكسيكو خير مثال على ذلك.
فتسمية الأحواض والجبال ملاءمة للمنطقة البالغ مساحتها 800.000 كيلومتر مربع، حيث يوجد بها أكثر من مائتي سلسلة جبلية صغيرة تتراوح ارتفاعاتها من 900 إلى 1500 متر فوق مستوى الأحواض التي تفصلها. وفي هذه المنطقة كما في مناطق أخرى حول العالم تعمل التعرية بدون أن يكون البحر الملاذ النهائي لنتاجها، حيث أن نظام الصرف المائي هو داخلي ومحلي.
وحتى في المناطق الصحراوية التي توجد بها أنهار يصل مداها إلى البحر، فإن روافدها إن وجدت تكون قليلة. وبناءً على ذلك فإن شريطاً ضيقاً فقط يحف مجرى النهر يمكن أن يون مستوى سطح البحر الحد النهائي لتعمقه، فبعد مرحلة ارتفاع الجبال عملت المياه الجارية على نحت الكتل الصخرية العلية، كذلك ترسيب كميات من الحطام الصخري في الحوض الترسيبي.
وفي هذه المرحلة الأولية تكون التضاريس مرتفعة، فكلما استمرت عملية التعرية في خفض مستوى ارتفاع الجبال وملء الحوض كلما نقص الفارق في الارتفاع. وأحياناً تسقط الأمطار وتندفع مياهها في سيل جارف على الأخاديد الجبلية محملة بكميات كبيرة على الجوانب عند المنحدرات الطفيفة بقدم الجبل. وسرعان ما تفقد سرعتها مفرغة حمولتها على مسافة قصيرة.
ويكون نتاج ذلك مخروطاً من الحطام الصخري يترسب عند مصب الأخدود ويُسمَّى المروحة الركامية، حيث أن الحطام الصخري الأكبر حجماً يترسب أولاً، فإن رأس المروحة يكون أكثر انحداراً أي ما يقارب 10 إلى 15 درجة. وفي الاتجاه الأقل ارتفاعاً يقل عموماً حجم الرسوبيات، كما يقل الانحدار حتى تندمج مع قاع الحوض الترسيبي. وبتفحص سطح المراوح يتَّضح وجود جدائل من القنوات تنتقل مجاري المياه بها، لردم القنوات السابقة بالرسوبيات.
وبمرور السنين تكبر المروحة الغرينية في الحجم وتندمج مع المراوح المجاورة، مكوّنة ما يُسمَّى بالبجادا عند قدم الجبل. ونادراً ما تكون المياه كافية لتخترق البجادا إلى وسط الحوض الترسيبي، مكوّنة بحيرة ضحلة تُسمَّى بحيرة البلايا.


شارك المقالة: