قياس التساقط:
يعتبر التساقط من عناصر الطقس والمناخ المهمة جداً، حيث أن حياة البشر وجميع الكائنات الحية الأخرى تعتمد عليه. فقد قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابة العزيز “وجعلنا من الماء كل شيء حي”، حيث تُبيّن الآية الكريمة إن كل شيء حي في هذا الكون فيه ماء ويحتاج إلى الماء. والتساقط هو الوسيلة الوحيدة لتزويد الأرض بالماء العذب، حيث أن تحويل الماء المالح في البحار والمحيطات لا يتم إلا عن طريق التبخير والتكاثف والتساقط ناتج عن التكاثف.
والتساقط هو كل ماء أو ثلج يسقط من السماء. ونستخدم كلمة تساقط بدلاً من مطر لأن المطر يعني فقط تساقط الماء. ولكي نعني تساقط الثلج والمطر نستخدم كلمة تساقط. والتساقط يحدث عندما تكون السماء غائمة، حيث أن تكاثف بخار الماء الذي يظهر في السماء على شكل غيوم قد يؤدي إلى سقوط الأمطار. ويقاس المطر بواسطة عدة أجهزة أبسطها يتكون من أسطوانة معدنية فيها فتحة من الأعلى؛ لتسمح للمياه الساقطة بالتجمع والنزول إلى القنينة التي تجمع الماء الموجود داخل الأسطوانة المعدنية. وبعد انتهاء سقوط المطر يتم إخراج القنينة التي تحتوي على الماء المتجمع لمعرفة كمية المياه الساقطة، ودائماً تقاس كمية الماء بالمليمتر.
وهناك أشكال عديدة لأجهزة قياس المطر، فمنها ما يستخدم وزن الماء، ومنها ما يستخدم التسجيل على أسطوانة متحركة، ومنها ما يكون فتحة تجميع المطر قرب سطح الأرض. وقد استخدم الرادار أخيراً بنجاح في قياس كمية المطر. إمَّا الثلج فانه يقاس بطريقة مختلفة وذلك لأنه صلب، فالثلج يقاس بأخذ عينة من عدة أماكن لمعرفة حجم الثلج الساقط، ثم تحوّل الكمية إلى ما يعادلها بالماء. والمعروف أن الثلج عندما يذوب فان الماء الناتج من الذوبان يساوي ۱/۱۰ من كمية الثلج.
وهناك انتقادات عدة توجه إلى طريقة قياس المطر والثلج، فالمعروف أن كمية المطر لا تسقط بشكل متساوي على كل المناطق التي يسقط فيها المطر، فقد تكون كمية المطر الساقط على منطقة أعلى من الكمية الساقطة على ما يجاورها بعدة أمتار، فالمطر الساقط من الغيوم العمودية غالباً ما يسقط على منطقة وتكون المنطقة المجاورة جافة تماماً. ولذلك فجهاز قياس المطر الصغير الحجم لا يغطي المنطقة بشكل جيد؛ ممَّا يحتاج إلى نشر عدد كبير من الأجهزة لأخذ قياس دقيق، كما أن المطر عند هطوله لا يهطل بشكل مستقيم، وغالباً ما يأتي بشكل مائل خاصة إذا رافقته هبوب رياح. إمَّا الثلج فإنه لا يتجمع في كل المناطق بشكل متساوي، فالثلج على السفوح أقل من الثلج على المناطق المنبسطة، كما أن الثلج في ظل المرتفعات أقل من الثلج على السفوح المواجهة للرياح.