كيف يحدث الجريان المائي؟

اقرأ في هذا المقال


الجريان المائي:

إن أي جريان مائي سطحي يبدأ عادة على شكل جريان غشائي لا يلبث أن يحفر لنفسه مجرى صغير، يتطور مع تجمع كميات إضافية من التصريف المائي وزيادة انحدار السطح إلى جدول، ثم إلى قناة وأخيراً إلى نهر. وقد تختصر مراحل هذا التطور القنوي إذا أخذنا بعين الاعتبار عملية الخندقة التي تسببها حيونات الرعي.
فكثير من الحيوانات خاصة الماعز والفيلة تقتلع الأعشاب من جذورها؛ ممّا يعمل على هدم بناء التُربة ويضعف من تماسُك حبيباتها. وإن توافق المسالك التي اتبعها الرعاة خاصة رعاة الأبقار في جنوب غرب الولايات المتحدة الأمريكية مع مواقع الأودية الصحراوية المسماة أوروبا، دفع بعض الباحثين إلى الاعتقاد بأن تلك الأودية الجافة ترجع في نشأتها وتطورها إلى فعل الماشية وضغوطاتها.
إن تكرار تعرض التُربة لمثل هذه الضغوطات أثناء رحلات الرعاة اليومية في الصباح والمساء، عبر نفس المسالك يؤدي إلى هبوط ملحوظ في سطح التُربة؛ ممّا يقلل من طاقتها التريبية. ونتيجة لذلك فقد أخذت كمية الأمطار في التجمع في تلك المسالك التي مع مرور الزمن وتزايد كمية المياه المتجمعة، تتحوَّل من مرحلة الجريان الغشائي إلى مرحلة الجريان القنوي. وإن هذه الجريانات القنوية هي المسؤولة عن تطوير كثير من الأودية الصحراوية في أوروبا، التي تخترق ولايتي اريزونا والنيومكسيكو الأمركيتين.
ومثل هذه النوع من الخندقة الحيوانية لوحظ في المنتزة الوطني في ساوث لوانجوا بزامبيا، لقد تم حشد 23 ألف فيل و 15 ألف جاموس وعشرة آلاف رأس من الحيوانات الأخرى في هذا المنتزة الذي تبلغ مساحته 9050 كيلو متر مربع، وهي مساحة تعتبر صغيرة نسبياً إذا ما قورنت بهذه الأعداد المرتفعة من الحيوانات. ولقد أحدثت هذه الحيوانات تغييرات أساسية في النظام البيئي لهذا المنتزه.
وإضافة إلى ما لا يقل عن 270 كيلو غراماً يتم تدميرها واقتلاع جذورها أثناء عملية الرعي، كما نتج عن انضغاط التُربة، الذي سببته هذه الحيوانات وما أدت اليه من نتناقص في تسرب الماء الباطني وتصعيد في كمية الجريانات السطحية تزايد ملحوظ في طول الجداول المائية. ولقد لوحظ أن الإنتاج الرسوبي يزداد بشكل رئيسي في المناطق الصحراوية، حيث تسود الأعشاب المتفرقة بينما يتناقص في المناطق الغابية.


شارك المقالة: