تصادم القارات:
في تكوّن أحزمة نشوء الجبال يحتوي أحد الطرفين المتقاربين فقط على قشرة قارية، لكن قد يحدث أن يحتوي كِلا الطرفين المتصادمين على قشرة أرضية قارية. ونظراً لكون الغلاف الصخري للقارات هو أخف من أن يغوص ولو قليلاً، فإنه ينتج تصادم حتمي بين الكتل القارية. ومثال على ذلك ما حدث منذ حوالي 45 مليون سنة بين الهند وقارة آسيا، فالهند التي كانت جزءاً من قارة القطب الجنوبي قد طفت لمسافة 5000 كيلومتر شمالاً، قبل أن يحدث الاصطدام وتكوَّنت جبال الهيمالايا الشاهقة ومرتفعات التبت نتيجة لذلك.
ورغم أن القشرة المحيطية التي كانت تفصلها قبل الاصطدام قد غاصت، فبعضها قد حُشر مع الرواسب المتجمعة في المناطق البحرية. ويمكن العثور عليها في مرتفعات فوق مستوى سطح البحر. ومن المحتمل أنه بعد هذا الاصطدام سوف ينفصل اللوح المحيطي الغائص عن اللوح القاري المتماسك، ويستمر في غوص إلى أسفل إذ لا يزال مركز الانفراج الذي يفصل الهند عن قارة القطب الجنوبي والذي كان يحركها في اتجاه الشمال، لا يزال نشطاً حتى الآن وبذلك يستمر في دفع الهند نحو قارة آسيا بمعدل يبلغ بضع سنتيمترات في السنة.
ولكن العدد الكبير من الزلازل التي تم تسجيلها في المنطقة البحرية جنوبي الهند، يدل على أن هناك منطقة غوص جديدة آخذة في التكوين. وإذا كان الأمر كذلك فإن موقعاً جديداً قد يتوفر لاستيعاب القشرة المحيطية لقاع المحيط الهندي، والذي يتولَّد باستمرار عند مركز انفراج يقع إلى الجنوب الغربي. وإذا حدث ذلك فسوف ينتهي تحرّك الهند نحو الشمال وبالمثل ينتهي نمو جبال الهيمالايا. ومن المؤكد أن صداماً مماثلاً أقدم عمراً قد حدث بين القارة الأوروبية والقارة الآسيوية؛ ممَّا نتج عنه تكون جبال الآورال التي تمتد في اتجاه شمال جنوبي عبر الاتحاد السوفيتي.
وقبل اكتشاف نظرية حركية الألواح واجه العلماء صعوبات كثيرة في تفسير سلاسل الجبال، مثل جبال الآورال التي تتمركز بعيداً داخل القارات، إذ كيف يعقل أن تترسَّب آلاف الأمتار من الصُخور البحرية، ثم يعتريها الرفع والطي بينما هي تقع في وسط كتلة اليابسة، فهناك سلاسل جبلية أخرى بها أدلة على تصادم الكتل القارية هي جبال الألب وجبال الأبلاش، إذ يعتقد بأن تكوّن جبال الألب كانت نتيجة لتصادم قارة أفريقيا مع القارة الأوروبية عند انغلاق بحر التيش.