فوران الشروخ وتراكم طفوح الفلذ بركانية:
بالرغم من الفوران البركاني من فوهة مركزية هو الأكثر أُلفة، إلا أن كميات أكبر من المواد البركانية تخرج من شقوق أو تشققات في القشرة الأرضية تُسمى شروخاً. فبدلاً من بناء مخروط معزول، تخرج اللابة من عدة فتحات على امتداد هذه الشقوق الضيقة؛ ممَّا ينتج عنه توزيع المواد البركانية على رقعة واسعة. وتعرف منطقة شاسعة من الشمال الغربي للولايات المتحدة باسم مرتفع كولومبيا، قد تكوَّنت بهذه الطريقة.
ففي هذا الموقع أخرج العديد من فورانات الشروخ لابة بازلتية شديدة السيولة. فقد غطت السطوح المتتابعة، التي بلغ سُمك كل منها 50 متراً، سطح الأرض القديم وبنت سهلا ًمن اللابة يصل سُمكه في بعض الأمكنة بين 2 و 3 كيلو مترات. وممَّا يدل على سيولة اللابة أن بعضها بقي جارياً لمسافة 150 كيلو متر على مصدره الأصلي. ومن المناسب أن توصف هذه اللابة بمصطلع بازلت الفيضان.
ورغم أن مساحات قليلة على اليابسة تغطيها طفوح البازلت، إلا أن النشاط الأكبر لهذا النوع يقع في قاع المحيطات حيث لا يمكن رؤيته. وعلى امتداد مرتفعات وسط المحيطات حيث تنشط عملية انتشار قاع المحيطات، تضيف فورانات الشروخ كل يوم قاعا جديدا للبحار، فأرض ايسلندة التي تقع فوق مرتفع وسط المحيط قد شهدة عدة فورانات شرخية من النوع الذي يحدث في مراكز الانتشار.
وعندما يخرج الصهير الغني بالسيليكا من الشروخ، فإن القاعدة أن يكون طفوحاً فلذ بركانية محتوية في مجملها على الرماد وقطع البيوميس. وعندما تقذف الفلذ بركانية فإنها تنطلق بعيدا عن الفتحة بسرعة عالية وقد تغطي مساحات شاسعة قبل أن تستقر. وتشبه طفوح اللابه إلى حد كبير المواد الفلذ بركانية بعد استقرارها وتوجد تراكمات ضخمة من الطفوح الفلذ بركانية في عدة مناطق من العالم وعادة ما تكون مصاحبة للكالديرات الضخمة.
ويعتقد بأن أول مرحلة بتكوّن هذه الطفوح، تبدأ عندما يستقر جسم من صهير ذي لزوجة عالية قرب السطح محدثاً تقوساً في الصُخور التي تعلوه. ثم تسمح تشققات السقف للصهير المُحمل بالغازات بالوصول إلى السطح، حيث ينتج عن ذلك فورانات انفجارية قصيرة. وفي النهاية يعمل فقدان الصهير من أسفل السطح إلى تهدم السقف.