التنبؤ الجوي في العروض الدنيا:
سنلاحظ هنا بأن هذه الظواهر تختلف عما سنراه من مظاهر طقسية في العروض الوسطى والعليا، فجميع المظاهر الطقسية في العروض الدنيا هي نتاج ارتفاع الحرارة والفائض الحراري في هذه العروض، وقسم منها يعمل على نقل فائض الطاقة إلى العروض الوسطى والعليا، كالأعاصير المدارية والرياح الموسمية.
وبالرغم من أن التنبؤ الجوي في هذه العروض يتبع نفس الأساليب التي تتبع في العروض الوسطى، إلاّ إن هناك أمور ومظاهر على المتنبئ الجوي العامل في هذه العروض الانتباه لها حتى يتمكن من إيجاد تنبئ جوي ناجح، لذلك سنعمل على توضيح طبيعة التنبؤ الجوي الذي يجب أن يكون وما هي الصعوبات التي يتعرض لها المتنبئ الجوي في هذه العروض.
يعتمد التنبؤ الجوي في العروض الوسطى على تحديد مواقع مراكز الضغوط الجوية ومواقع التقاء الهواء (الجبهات الهوائية) وتحديد نوعها، حيث أن لكل جبهة طقس مرافق معروف، كما يعتمد على معرفة حالة طبقات الجو العليا من حيث وجود انبعاج (Trough) أو أخدود (Ridge). هذه المظاهر من الصعوبة تحديدها على خريطة طقسية للمناطق المدارية.
فالتباين الضغطي ضعيف جداً، وحركة الهواء فوق هذه العروض لا تأخذ شكل أمواج كما في العروض الوسطى، لذلك فان جميع المظاهر الجوية التي يراد التنبؤ بها في المناطق المدارية يجب أن تعتمد على طريقة مختلفة عن الطريقة المتبعة في العروض الوسطى.
لقد زاد الاهتمام في الآونة الأخيرة بطقس العروض الدنيا لما لها من تأثير مباشر على الطقس والمناخ في العروض المختلفة، فالأعاصير المدارية وظاهرة النينو قد جعلتا من هذه العروض ذات أهمية خاصة، فإن عدم مقدرة أجهزة القياس على تحسس الاختلافات الضغطية وعدم وجود جبهات هوائية، فإن الطريقة المتبعة بالتنبؤ بالأعاصير المدارية تعتمد المراقبة المباشرة للظاهرة عن طريق الطائرات والأقمار الصناعية.
وكذلك الحال بالنسبة لظاهرة النينو حيث يتم الاعتماد على قياسات درجة حرارة الماء واختلاف اتجاه الرياح ومراقبة الموجة البحرية الناتجة، ومازال موقع الجبهة المدارية (ITCZ) يعتمد في تحديده على الأمطار الساقطة وليس اختلاف درجات الحرارة على جانبي الجبهة، وقد تم اكتشاف تيار نفاث مداري شرقي في السبعينات من القرن الماضي يوجد في النصف الشمالي فقط يظهر مع اندلاع الرياح الموسمية الآسيوية.