شمول حواف القارات:
تشمل حواف القارة كلاً من الرف القاري والمنحدر القاري والمرتفع القاري، فالرف القاري عبارة عن سطح طفيف الانحدار مغمور يمتد من الشاطئ تجاه حوض المحيط، حيث أن مكوناته تشبه القشرة القارية ويتَّضح أنه امتداد للقارات مغمور بالماء. ويتباين عرض الأرفف القارية من رف ضيق جداً إلى رف آخر عريض قد يصل إلى 1500 كيلومتر.
وعموماً فإن معدل عرض الأرفف القارية يُقدَّر بحوالي 80 كيلومتر ومعدل أقصى عمق حوالي 130 متراً. أمَّا معدل الميل فيقل عن عُشر الدرجة أي بمعدل انخفاض يُقدَّر بحوالي 2 متر للكيلومتر الواحد؛ ممَّا يظهره للعيان وكأنه سطح أفقي، وبالرغم من أن الأرفف القارية تكون خالية نسبياً من السمات السطحية، إلا أن بعضها مغطى بالرسوبيات الجليدية ممَّا يجعل سطحه مخدداً.
وأكثر معالم الرف القاري وضوحاً الوديان التي تجري بها من الشواطئ تجاه المياه العميقة. وكثير من هذه الوديان عبارة عن امتداد لمجاري أنهار تجري عبر اليابسة المجاورة. ويبدو أن هذه الوديان قد تم تعميق مجاريها خلال عصر البليستوسين (الزمن الجليدي) الذي تم خلاله حجز كميات كبيرة من الماء على هيئة مجالد على القارات، مسبباً في انخفاض مستوى سطح البحر حوالي 100 متراً وأكثر؛ ممَّا أدى إلى تكشّف مساحات شاسعة من الأرفف القارية.
وقد ترتب عن ذلك امتداد مجاري الأنهار خلال هذه المناطق المكشوفة، ثم غزتها الكائنات الحية من نباتات وحيوانات برية. وقد تم جمع بقايا العديد من الحيوانات البرية التي تشمل الماموت والماستودون والحصان، وذلك من الرف القاري للساحل الشرقي لأمريكا الشمالية؛ ممَّا يثبت أن الأرفف القارية قد كانت في يوم من الأيام أرضاً يابسة لا تغمرها المياه.
ويحد الرف القاري من ناحية البحر المنحدر القاري، وهو يتميز بانحدار شديد إذا ما قورن بالرف القاري وهو يمثل الفاصل بين القشرة القارية والقشرة المحيطية. ويُقدَّر معدل ميل المنحدر القاري الذي يختلف مماله من مكان لآخر بحوالي 5 درجات، هذا وقد يصل إلى بعض الأماكن إلى أكثر من 25 درجة. وفي المنطقة التي لا توجد بها خنادق بحرية عميقة يندمج المنحدر القاري مع آخر أقل انحدار يعرف بالمرتفع القاري. ويقل هذا الممال إلى ما بين 4 و 8 أمتار للكيلومتر الواحد، بينما يكون عرض الانحدار القاري 20 كيلومتراً قد يصل المرتفع القاري إلى مئات الكيلومترات.