ما هو التطور الجيومورفولوجي؟

اقرأ في هذا المقال


التطور الجيومورفولوجي:

إن أشكال سطح الأرض تخضع لتغيرات مختلفة المدى خلال الزمن الجيولوجي. وقد تطرَّق بعض العلماء مثل هتون وديفز وبينك وكينج إلى الإطار الزمني لأشكال سطح الأرض. والذي يجمع ين آراء هؤلاء العلماء هو إعطاء البعد الزمني لكل من العملية الجيومورفولوجية لشكل سطح الأرض.
بحيث يمكن أن تستمر هذه العملية بمُعدّلات وتكرار مختلف زمنيّاً، كما استجابت لبعض التغيرات البيئية، كالتغيرات أو التقلبات المُناخية وتجدد في النشاط التكتوني، غير أن أي عملية جيومورفولوجية تخضع لمقياس زمني ينعكس في تباين معدلاتها أو تركيزها.
والشكل الأرضي يتطوَّر بمعزل عن التغيرات التي تطرأ على العمليات الجيومورفولوجية خلال زمن محدد؛ بحيث يمكن الربط بين خصائص كل من العمليات المتغيرة وأشكال سطح الأرض؛ كالتضرس والانحدار والمساحة.
وأمّا العُلماء الآخرون فقد ركَّزوا على النمط الذي تتم فيه عمليات تطوّر المُنحدرات، فبينما تبنّى ديفز نظرية التراجع السفلي للمُنحدرات التليَّة، حيث يتم إنجازه في ثلاث مراحل زمنية وهي (الشباب النضج، الشيخوخة). وتبدأ بوجود مُنحدرات سَحيقة وَفَّرتها الحركات التكتونية، كما تنتهي بنشأة شبه السهل التحاتي.
ونجد أن بنك وكنغ أكَّد على أن هذه المنحدرات تتراجع إلى الوراء، كما تبدأ بنشأة العتبة الصخرية وتنتهي بتكوَّن السهل الصخري، دون أن يتم هذا التراجع ضمن مراحل زمنية متتالية. ومن ناحية أخرى نجد أن العملية الجيومورفولوجية والشكل الأرضي يخرجان عن المقياس الزمني أو التطوري؛ بحيث تستجيب خصائصهما بصورة مباشرة لأي التغيرات المفاجئة في أي عنصر من عناصر، أو مكونات النظام الجيومورفولوجي.
ويمثّل هذا النمط تطوّر المُنحدرات نحو حالة الاتزان أو التوازن الديناميكي، الذي اقترحه العالِم ماكين في عام 1948. ووفقاً لماكين يمكن أن تستوعب المُنحدرات أي تغيرات بيئية، كما يحدث في حالة المناخ والبناء الجيولوحي من خلال استجابات تلقائية مباشرة، تتمثل في تكيف المُنحدر اتجاه هذه التغيرات بالزيادة أو بالنقصان، وصولاً إلى حالة من التوازن الديناميكي، بمعنى أنه اتزان غير ثابت وقابل للتكيّف والتغيّر والاستيعاب.
ويمكن توضيح ذلك من خلال قيام النَّهر بزيادة انحدار مجراه لنقل أي كمية إضافية في تصريفه المائي، حيث تنتج عن انتشار ظروف مناخية رطبة أو لجوءه إلى التخلص من شدَّة الانحدار في حالة الجفاف، عن طريق زيادة طول مجراه في التعرّج، حيث تبدو أن المُنحدرات الأكثر حساسية وميلاً للتكيّف، مع المُتغيرات الجيومورفولوجية والبيئية الأخرى.


شارك المقالة: