التقارب القاري قاري:
إن التقارب القاري قاري هو النوع الثاني من حواف الألواح، فعند ارتطام لوحين يحملان قشرة قارية فإن كلاهما لا يغور تحت الآخر، حيث يعتقد أن ذلك ناتج عن خفَّة مكوناتها الصخرية الرسوبية وبالتالي طبيعة طفولتها. ويعتقد أيضاً أن مثل هذه الظاهرة قد حدثت عند ارتطام قارة الهند التي كانت منفصلة بقارة آسيا مكوّنة جبال الهمالايا التي ربما كانت أروع سلاسل العالم الجبلية جمالاً. وأثناء هذا الارتطام انثنت القشرة القارية وثم تشققت وقصرت في طولها.
وإلى جانب جبال الهمالايا، يعتقد أن العديد من السلاسل الجبلية الأخرى قد تكوَّنت بارتطام الألواح القارية، مثال على ذلك جبال الألب، جبال الأبالاش، جبال الأورال. كما أنه قبل ارتطام القارات كانت الكتل القارية المعنية تفصل بينها قشرة محيطية أثناء فترة سابقة من الانفراج المحيطي. ومع تقارب الكتلتين القاريتين يغور قاع البحر الذي كان يفصل بينهما تحت أحد اللوحين. وكما يكوّن الانصهار الجزئي للمسطح المحيطي الغائر هذا مع الرسوبيات التي تعلوه قوس بركاني.
وكما يُحدد موقع نطاق الغور مكان انبثاق القوس البركاني على أحد الكتلتين القاريتين. وإذا ما كان نطاق الغور على مسافة كافية في داخل المحيط من الممكن أن يتكون قوس جزر جديد. وعلى كل حال فإن تعرية القوس البركاني حديث التكوّن سيزيد كميات كبيرة وضخمة من الرسوبيات على تلك المحمولة على الحواف القارية. ومع انتهاء القشرة المحيطية التي تفصل بين القارتين ترتطم هاتان الكتلتان، حيث تضغط على الرسوبيات بينهما لثنيها وتعيد تشكيلها كما لو أنها وضعت بين فكي ملزمة ضخمة؛ ممَّا ينتج عنه تكون سلسلة جبلية جديدة تتكوَّن من الصُخور الرسوبية المشكلة ومن أجزاء القوس البركاني.
وبعد أن يتم ارتطام القارات يعتقد بأن المواد المحيطية الهابطة، تنفصل عن الكتلة القارية مستمرة في حركتها إلى أسفل حتى تستوعب بكاملها داخل الوشاح، غير أن الغلاف الصخري القاري تحت تأثير طفويته لا ينتقل بعيداً داخل الوشاح. ففي حالة جبال الهيمالايا قد دُفعت مقدمة لوح الهند جزئياً تحت قارة آسيا لتكّون قشرة قارية سميكة؛ ممَّا يُعزى إليع ارتفاع جبال الهيمالايا الشاهقة وهضبة التبت شمالاً.