ما هو الجمد السرمدي والتموج الانفرادي؟

اقرأ في هذا المقال


الجمد السرمدي والتموج الانفرادي:

بناءً على ما حدث في يوم 31 مايو من سنة 1970، حين اندفع تيهور صخري ضخم ليدفن تحته ما يزيد عن 20000 نسمة في بيونجي ورانراهيريكا ببيرو، فقد بدأ التيهور فجأه وبدون إنذار على بُعد 14 كيلو متراً من بيونجي بالقرب من نيفادوس هواسكاران، التي بلغ ارتفاعها حوالي 6700 متراً فوق سطح البحر وهي أعلى قمَّة بجبال الأنديز بيرو.
فقد اندفعت كتلة ضخمة من الصخور والجليد، بعد هزّة أرضية كان مركزها داخل البحر من الجانب الشمالي شديد الانحدار للجبل. وبعد اندفاعها إلى مسافة تقرب من الكيلو متر تفتت الصُخور وذاب الجليد؛ بفعل الهواء المحجوز بالداخل الذي زاد أيضاً من سرعتها. وقد عملت الكتلة الأصلية على خلع ملايين الأطنان الإضافية من الفتات الصخري الذي اندفع مُجبراً على سفح الجبل. وقد نتج عن موجة الهزة ما يشبه صوت الرعد وتجريد منحدرات بكاملها من غطائها النباتي.
وبالرغم من اتباع التيهور مسار أحد الوديان الذي سبق نحته في الصخر هناك، إلا أن جزءاً من مكوناته قد قفزت فوق تل يبلغ ارتفاعه بين 200 و 300 متر، حيث كان يحمي بيونجي وذلك ليدفن المدينة بأكملها. وبعد غمر الكتلة لمدينة رانراهيريكا هي الأخرى وصل التيهور قاع الوادي مرتفعاً عشرات الأمتار على الضفة المقابلة.
ولم تكن هذه الكارثة الأولى والأخيرة من هذا النوع في المنطقة، فقد حدث تيهور أصغر حجماً وقبل ثماني سنوات وصلت ضحاياه إلى حوالي 3500 نسمة. وكما هو حال الكثير من الكوارث الجغرافية، فإن مسببات التيهور الصخري بالبيرو كانت طبيعية؛ أي هزة أرضية، غير أن بعض الكوارث الناجمة عن تبدد الكتل قد يتسبب الإنسان في حدوثها، ففي سنة 1960 مثلاً شُيّد سَدّ يقارب ارتفاعه 256 متراً فوق مضيق فايونت بجبال الألب الأيطالية، بعد ثلاث سنوات وفي ليلة 9 أكتوبر 1963 ميلادي حدثت كارثة كان السد سببها الرئيسي.
فقد كانت طبقات حوض الوادي المكوّنة من الحجر الجيري المتشقق والحاوي لفجوات الإذابة، بالإضافة إلى بعض الطبقات الطينية ذات الميل الشديد تجاه البحيرة ووراء السد. وعند تشبّع الطبقات السفلى وانتفاخ محتواتها من الطين وزيادة لدونته نقصت قوة الاحتكاك الداخلي التي كانت تعمل على تثبيت الصخور في مكانها. وقد أشارت القياسات مُبينة أن ذلك الجزء من الجبل قد بدأ بالحركة إلى أسفل بمعدل 1 سم في اليوم، ثم من 10 إلى 20 سم في اليوم وأخيراً 80 سم باليوم.


شارك المقالة: