الطين النفطي:
في الماضي القريب تم اقتراح تطوير مصادر الطين النفطي كحل جزئي؛ من أجل مشكلة التذبذب في موارد الوقود. وفي الحقيقة، فإن هناك كميات كبيرة من النفط تُعَدّ بعيدة المنال؛ وذلك لأنها محجوزة في صخور تُسمَّى بالطين النفطي. وحسب تقدير مصلحة المساحة الأمريكية، فإن هناك أكثر من 3000 بليون برميل من النفط في الحجر الطيني، إذ إن الطُن الواحد من الطين النفطي يحتوي على 38 لتراً من النفط الخام. ويعتبر ذلك الرقم خيالياً؛ لأن الذي يمكن إنتاجه فعلاً بوسائل التقنية الحالية لا يزيد عن 200 بليون برميل.
كما يوجد أيضاً نصف احتياطي العالم من الطين النفطي في تكوين جرين ريفر الذي يُغطّي مناطق من ولايات كولورادو ويوتا ووايومنج، ففي هذه المنطقة فإن الطين النفطي يُشكّل جزءاً من طبقات رسوبية كانت قد تراكمت في قاع بحيرتين ضحلتين شاسعتين، حيث يرجع تكوينهما إلى 50 مليون سنة حلَّت.
وإن طين النفط هو صخر رسوبي دقيق الحبيبات يحتوي على كمية من المواد العضوية، تكون كافية لإنتاج 38 لتراً من النفط الخام للطن الواحد على الأقل. ورغم وجود عدد آخر من الصخور الطينية الغنية بالمواد العضوية والتي تحتوي على بعض المواد النفطية، إلا أن محتوى هذه الصخور من المواد النفطية رديء لدرجة أنها لا تعتبر من الطين النفطي.
وفي الحقيقة لا يحتوي الطين النفطي على النفط المتعارف عليه، بل يحتوي على مادة هيدروكربونية شمعية تُسمَّى كيروجين. وعندما يتم تسخين الكيروجين إلى درجة 480 درجة مئوية يتحلل هذا الخليط الصلب المُعقد لمركبات الكربون، حيث ينتج عنه مواد هيدروكربونية وبقايا كربونية. وبعد أن يتم التبريد، تتكثَّف المواد الهيدروكربونية إلى سائل يُسمَّى نفط الطين. ويمكن إحراق النفط المستمد من الطين في مراحل، أو يمكن بالتكيف المناسب والمكلف تحسينه لاستعمالات أخرى.
كما أنه بالرغم من أن هناك مشاريع تجريبية توجد من أجل استخراج نفط الطين قائمة لعِدَّة سنوات، إلا أنه لا توجد أي محاولات جادة لاستغلال هذا المصدر الكبير استغلالاً اقتصادياً، حيث أن السبب الرئيسي الذي يمنع تطوير هذا المصدر يرجع إلى عدم قدرة الطين النفطي على المنافسة الاقتصادية للمصادر المعروفة.