سبب تسمية الصخور النارية:
إن الصُخور النارية تُصنف أو تجمّع على أساس النسيج والتركيب المعدني، فأنواع النسيج المختلفة تنشأ من حالات التبرد المتفاوتة. أمّا التركيب المعدني فهو نتيجة مباشرة للتركيب الكيميائي لصهير المنشأ ولطبيعة بيئة التبلّر. وحسب ما نتوقعه من نتائج دراسات بووين. فإن المعادن التي تتبلّر تحت ظروف متشابهة تتواجد مع بعضها مكونة نفس النوع من الصخور النارية.
ولهذا فإن تصنيف الصخور النارية يتوافق مع تتابع تفاعلات بووين، فأول المعادن تبلّراً هي فلسبار الكالسيوم والبروكسين والأولفين. وهي غنية بالحديد والماغنيسيوم والكالسيوم وفقيرة في السيليكون، فالبازلت هو صخر نابط له تركيب من هذا النوع. ولهذا فإن لفظة بازلتي تعني صخوراً من هذا النوع. وبسبب محتواها من الحديد فإن الصخور البازلتية تظهر عادة بلون أغمق إلى جانب أنها أثقل نسبياً من الصخور النارية الأخرى، التي توجد عادة فوق سطح الأرض.
ومن المعادن المتبلّرة أخيراً فلسبار البوتاسيوم والسيلكا. والصُخور النارية التي يغلب على تركيبها هذين المعدنين عادة ما توصف بأن لها تركيباً جرانيتياً. أمَّا الصخورالمتوسطة فعادة ما تتكون من معادن تُمثل الوسط في تتابع تفاعلات بووين. ويُعدّ معدن الهورنيلند مع فلسبار البلاجيوكليز المتوسط من أهم مكونات هذه المجموعة الصخرية. وسوف نطلق على الصُخور ذات التركيب المتوسط بين الجرانيت والبازلت لفظ الصخور الأنديسيتية.
وبالرغم من أن كل واحد من مجموعة الصُخور القلوية يتكون أساساً من معادن تمثل نطاقاً ضيقاً من تتابع تفاعلات بووين، إلا أن محتويات أخرى قد تكون موجودة بكميات ضئيلة، فمثلاً تتكون الصُخور الجرانيتية أساساً من معدني الكوارتز وفلسبار البوتاسيوم. وتركز النقاش على ثلاثة تركيبات معدنية فقط ولكن من المهم ملاحظة أن هناك تدريجاً بين هذه الأنواع، فمثلاً يتوفر نوع من الصُخور النارية المقتحمة يُسمى جرانوادايوريت له تركيب كيميائي بين صخور ذات تركيب جرانيتي وأخرى ذات تركيب أنديستي. وليس من المستغرب أن نجد نوعين من الصُخور لهما نفس التركيب المعدني ولكنهما مختلفان في التسمية.
وهناك صخر آخر مهم يُسمى بيريدونيت يحتوي على الأليفين في معظمة ويقع في بداية تتابع تفاعلات بووين. ومن المعتقد بأن البيريدونيت يشكل نسبة كبيرة في الجزء العلوي من الوشاح. ومن المظاهر المهم في التركيب المعدني للصخور محتواها من السليكا، فإن معظم المعادن في الصخور النارية تحتوي على السليكا.