أدلة مشروع الحفر بأعماق البحار:
لقد جاءت بعض الأدلة المدعمة لفكرة انفراج قاع البحر من الحفر، خلال رسوبيات قاع المحيط ومصدر هذه المعلومات جاء من مشروع الحفر بأعماق البحار الذي بدأ في أواخر الستينات من هذا القرن، تحت اشراف مشترك لعدة مؤسسات متخصصة. وقد كان الهدف الأول (ولا زال) هو جمع المعلومات المباشرة حول عمر وطبيعة تكوين الأحواض المحيطية.
فقد شعر العلماء بأن التنبؤات المستمدة من معلومات المغناطيسية القديمة، يمكن إثباتها فقط بجمع عينات من قيعان الأحواض المحيطية. ولتحقيق هذا الهدف بُنييت سفينة أبحاث جديدة أسموها المتحدي. وهي حدث تقني هائل حيث أنها قادرة على انزال أنابيب الحفر إلى عمق آلاف الأمتار من مياه المحيط، ثم الحفر مئات الأمتار خلال الرسوبيات وما تحتها من قشرة بازلتية. وقد جعل ذلك ممكناً تطوير ديناميكية تحديد الموقع والتي استعملت الموجات الصوتية من جهاز صوتي خاص يتم إنزاله إلى قاع البحر.
وأي تغير في موقع السفينة يتم التنبه إليه بواسطة حاسوب يعمل على استقبال الموجات الصوتية، ثم يتصرَّف ذاتياً لتصحيح ذلك عن طريق آلات دفع السفينة الجانبية أو الداسر عند أحد طرفيها. وبهذه الطريقة تستطيع هذه السفينة الثبات فوق نقطة الحفر لمدة طويلة حتى في المياه العميقة جداً وتحت ظروف صعبة من التيارات والأمواج. وقد بدأت مهمة هذه السفينة في شهر أغسطس من سنة 1968، حيث أمكن بعدها بقليل الحصول على أدلة من جنوب المحيط الأطلسي.
فقد تم الحفر عند مواقع عدة خلال رسوبيات القاع حتى صُخور القاعدة البازلتية. وقد كان هناك هدف مهم ألا وهو تجميع عينات من الرسوبيات فوق القشرة النارية مباشرة، وذلك كأداة لتحديد عمر قاع البحر عند كل موقع لا يعتمد على تقدير عمر القشرة المحيطية نفسها بواسطة المواد المشعة، حيث أن البازلت تتأثر مكوناته تحت تأثير مياه البحر.
حيث أن عملية الترسيب قد بدأت بعد تكّون القشرة المحيطية مباشرة، فإن المستحاثات التي تجمع من أقدم الرسوبيات عمراً التي توجد على قاع المحيط مباشرة فوق البازلت، يمكن أن تستعمل لتحديد عمر قاع المحيط بذلك الموقع. وعند توقيع أماكن الحفر نسبة إلى بعدها عن مرتفع وسط المحيط وجد أن أعمار الرسوبيات تزداد بازدياد هذه المسافة.