أسباب تكون الأودية:
إن تَكون الأودية يختلف باختلاف عوامل نشأتها ومن أهم هذه العوامل ما يلي:
- الحركات التكتونية الصدعية: يؤدي الهبوط التكتوني في حالة تكوّن الأغوار إلى أودية غورية أو خوانق صدعية، حيث ينشأ الغور نتيجة هبوط الأجزاء الوسطى من المكاشف، أو الطبقات الصخرية أو ارتفاع الجوانب، مع بقاء الأجزاء الوسطى ثابتة أو هبوطها بشكل متفاوت على أن يغطي هذا الهبوط مسافة طويلة نسبياً، تحدد طول الغور أو الوادي. وتمتاز هذه الأودية الغورية عموما باستقامة وشدة انحدار جوانبها.
وينتج عن تشكّل الأودية الغورية انقطاع التكتونيات، أو الطبقات الصخرية على الجانبين ومن ضمنها الطبقات الحاملة للماء؛ ممّا يساعد في نشأة الينابيع أو الشلالات التي تصبّ مياهها في الوادي نفسه. وينطبق على ذلك غور وادي الأردن الذي نتج بفعل زحزحة أفقية بلغت 107 كلم أخرى رأسية بمقدار 2200 متراً. - الحركات التكتونية الإلتوائية: تنشأ الأودية كذلك بفعل الحركات التكتونية التي تقوم بتكوين طبغرافية الحاجز والجبل، حيث تتحول المقعرات إلى أودية متوازية والمحدبات إلى حواجز جبلية. وتحدد شدة واتجاه هذه الحركات اتساع وطول وشدة انحدار جوانب هذه الأودية، غير أن أبعادها تكون أكثر اعتدالاً من أبعاد الأودية الغورية. كما أن حدوثها يقتصر على طبقات الصخور الرسوبية دون غيرها.
- الحت الريحي: يؤدي الحت الريحي في بعض الحالات إلى تكوين أودية، أينما تتركز مظاهر الضعف الصخري، بخاصة التشققات والمفاصل الصخرية، أيضاً بالإضافة إلى توفر عناصر الرياح التي تزيد من قوتها الحتية، مثل نوع الرياح وسرعتها وحمولتها من الرواسب، حيث تنتشر الأودية الريحية بشكل خاص في الأقاليم الجافة، حيث تشتد سرعة الرياح؛ بسبب قلة العوائق التضاريسية أو النباتية وجفاف الرياح وانكشاف الطبقات الصخرية، أو عدم تغطيتها بتربة عميقة أو غطاء نباتي كثيف وكذلك تركز التشققات الصخرية السطحية؛ نتيجة نشاط التجوية الميكانيكية فيها.
وتتميز هذه الاودية عموماً باستقامتها وشدة انحدار ضفافها التي تنتشر فيها مظاهر تجوية محلية، مثل حفر التافوتي والصخور الارتكازية، كما هو الحال بالنسبة لوادي رم في الأردن. - الحت المائي والانقلاب التضاريسي: عند تكون الجريان المتهيج والزيادة في عمق، كمية، سرعة جريانه، كما أن الحفر القنوي يبدأ بتشكيل أول مرحلة من مراحل الجريان القنوي، حيث تكون هذه المرحلة على شكل أقنية شعيرية أو دقيقة قليلة العمق، وغير منتظمة وسريعة التغير، لتتحوَّل مع استمرار الانحدار وسرعة الجريان والطاقة الحتية إلى جديلاً مائية والتي بدورها تتطور إلى جداول.