ما هي أشهر المعالم الأثرية في إستونيا؟

اقرأ في هذا المقال


نبذه عن دولة إستونيا:

يشكل تاريخ إستونيا جزءاً من تاريخ أوروبا، كما استقر البشر في منطقة إستونيا قرب نهاية العصر الجليدي الأخير، بدءاً من حوالي 8500 قبل الميلاد. قبل غزو الصليبيين الألمان في أوائل القرن الثالث عشر كان الإستونيون البدائيون في إستونيا القديمة يعبدون أرواح الطبيعة، ولكن بدءاً من الحروب الصليبية الشمالية في العصور الوسطى أصبحت إستونيا ساحة معركة لعدة قرون، حيث الدنمارك وألمانيا وروسيا والسويد و خاضت بولندا حروبهم العديدة للسيطرة على الموقع الجغرافي المهم للبلاد كبوابة بين الشرق والغرب.

كما يعود تاريخ بداية العصر البرونزي في إستونيا إلى حوالي 1800 قبل الميلاد، حيث كان تطوير الحدود بين الشعوب الفنلندية وبلتس قيد التنفيذ، حيث بدأ بناء المستوطنات المحصنة الأولى في أسفا وريدالا في جزيرة ساريما وإيرو في شمال إستونيا، مما سهّل تطوير بناء السفن وانتشار البرونز، وحدثت تغييرات في عادات الدفن، وانتشر نوع جديد من المدافن من المناطق الجرمانية إلى الإستونية، وأصبحت القبور الحجرية ومدافن الجثث شائعة بشكل متزايد، إلى جانب عدد صغير من القبور الحجرية على شكل قارب.

أشهر المعالم الأثرية في دولة إستونيا:

دير بيريتا:

كان دير بيريتا ديراً هاماً للراهبات في القرن الخامس عشر لأمر القديس بريدجيت ويقف الآن كموقع خلاب في إستونيا الحديثة، في الوقت الذي تم بناؤه فيه كانت مدينة تالين، حيث كان مقرها مركزاً تجارياً بالفعل، وكان بعض التجار قد طرحوا فكرة بناء دير بيريتا لأول مرة، ومع ذلك فقد استغرق بناء الدير عدة سنوات، أما في عام 1407 تلقى سكان مدينة تالين نصائح من راهبين زائرين من دير فادستينا في السويد، حيث أنه سيستغرق الأمر عقداً آخر للحصول على التصاريح اللازمة لبدء البناء والذي بدأ في عام 1417.

قلعة تومبيا:

توجد القلعة في مدينة تالين وهي موقع البرلمان الإستوني وكانت مركزاً إدارياً وعسكرياً لمئات السنين، حيث تم إنشاء أول بناء مسجل في موقع قلعة تومبيا في القرن التاسع الميلادي، عندما تم بناء قلعة خشبية من قبل الحكام الإستونيين المحليين، ومع ذلك في عام 1219 هوجمت القلعة واحتلت من قبل قوة دنماركية بقيادة فالديمار الثاني، كما تم بناء أول قلعة حجرية في الموقع عام 1227 من قبل فرسان السيف الألمان.

على مدى القرون التالية كانت قلعة تومبيا معقلاً للأنظمة المختلفة التي حكمت المنطقة، وتم تنفيذ مرحلة تشييد رئيسية في الموقع من قبل كاترين العظيمة التي بنت مبنى إدارة الحكومة الإستونية في القلعة، ولكن عند استقلال إستونيا تم إدخال تطورات جديدة إلى موقع قلعة تومبيا وتم الكشف عن مباني البرلمان الجديدة في أوائل العشرينات من القرن الماضي.

أما اليوم تعكس قلعة تومبيا المراحل العديدة من بنائها، حيث تمتزج تحصينات القرون الوسطى مع العمارة القيصرية في الفترة الأخيرة ومبنى البرلمان في أوائل القرن العشرين، كما يمكن للزوار أيضاً مشاهدة برج بيك هيرمان الشهير، والذي يبلغ ارتفاعه 46 متراً وهو رمز وطني إستوني.

ضريح باركلي دي تولي:

ضريح باركلي دي تولي هو مكان الراحة الأخير للمارشال ميخائيل أندرياس باركلي دي تولي، وهو أحد القادة العسكريين الأكثر موهبة في التاريخ الروسي ومساهم رئيسي في انتصار روسيا على نابليون في حملات 1812 و1813.

عضو من نبلاء البلطيق الألمان الصغار من أصل اسكتلندي ينحدر من عشيرة باركلي من قلعة توي في أبردينشاير، حيث التحق باركلي بالجيش الإمبراطوري الروسي في سن مبكرة وشارك في عدد من الحملات ضد الإمبراطورية العثمانية وبولندا خلال النصف الثاني من عهد كاثرين العظيمة.

خدم باركلي بصفته اللواء في حملة 1807 ضد نابليون، كما قاد بمهارة جزء من الحرس الخلفي في معركة إيلاو عام 1807 وتلقى جرحاً شديداً في الذراع في هذه العملية، مما أكسبته مآثره في الحملة وترقيته إلى رتبة فريق ولفت انتباه القيصر ألكسندر الأول.

بعد أن تجنب بصعوبة بتر ذراعه من خلال جهود طبيب القيصر الشخصي جيمس وايلي، وعاد باركلي إلى الخدمة خلال الحرب الروسية السويدية عام 1808، وخلال هذه الحملة قاد باركلي الرجال في مسيرة جريئة عبر خليج بوثنيا المتجمد للاستيلاء على قلعة أوميو السويدية، مما أدى الانتصار الروسي في الحرب إلى اندماج فنلندا في الإمبراطورية الروسية، وتم تعيين باركلي في منصب الحاكم العام الروسي الثاني لفنلندا.

بعد أن اكتسب سمعة كمسؤول جيد في فنلندا، تم تعيين باركلي لرئاسة وزارة الشؤون العسكرية في عام 1810، وبحلول عام 1810 كانت العلاقات الدبلوماسية بين روسيا وفرنسا تتدهور وبدأت روسيا في الاستعداد لنزاع مستقبلي مع نابليون، كما أثبت باركلي أنه مصلح عسكري موهوب حيث قام بإجراء تحسينات في مجال الخدمات اللوجستية لضمان تزويد الجيش الروسي من حيث الرجال والموارد، بالإضافة إلى إنشاء شبكة تجسس في جميع أنحاء أوروبا، حيث كانت أكبر مساهمة لباركلي كوزير للحرب هي إنتاج مجموعة جديدة من اللوائح الميدانية المعروفة باسم الكتاب الأصفر، والتي بسطت سلسلة القيادة وسمحت للضباط ذوي الرتب الدنيا بأخذ مبادرات أكبر.

بالكاد كان باركلي قد أنهى إصلاحاته عندما بدأ نابليون غزوه في عام 1812، وتم تعيين باركلي قائداً للجيش الأول، بينما قاد الأمير بيوتر باغراتيون الجيش الثاني، لم يمنح القيصر أياً من الرجلين القيادة العليا، ولكن بصفته قائد الجيش الأكبر ووزير الحرب تولى باركلي القيادة الفعلية للنصف الأول من الحملة.

على مدار عام 1813 تميز باركلي بنفسه في معارك كولم ولايبزيغ، حيث قاد تحالف من روسيا وبروسيا والنمسا نابليون للعودة إلى فرنسا، أما في عام 1814 قاد مفرزة من الجنود الروس إلى باريس وأجبر نابليون على التنازل عن العرش، وفي عام 1815 بعد هروب نابليون من إلبا قاد باركلي مرة أخرى الوحدة الروسية، لكن الجنود الروس وصلوا بعد أن هزم نابليون بالفعل بين بريطانيا وبروسيا في واترلو، ومع ذلك مُنح باركلي لقب كنياز وتعني أمير، وهو لقب عادة ما يكون مخصصاً للنبلاء الروس بالوراثة.

من عام 1815 إلى عام 1818 واصل باركلي العمل كقائد أعلى للجيش على الرغم من تدهور صحته، أما في أوائل عام 1818 حصل أخيراً على إذن من القيصر للحصول على العلاج في ألمانيا، وبحلول ذلك الوقت كان قد فات الأوان وتوفي في طريقه إلى مدينة إنستربورج بشرق بروسيا، كما نُقل جسده المحنط إلى روسيا ودُفن وفقاً لرغباته في منزله في بيكهوف وهي يوجيفيست حالياً إستونيا، على الرغم من رغبة القيصر في دفنه في كاتدرائية كازان في سانت بطرسبرغ بجوار كوتوزوف.

أما في عام 1823 تم بناء ضريح على الطراز الكلاسيكي الجديد لتصميم المهندس المعماري أبولون شيشيدرين، كما يوجد داخل الضريح نصب جنائزي فخم من عمل النحات فاسيلي ديموت مالينوفسكي، حيث وُضعت الصناديق الخاصة بباركلي وزوجته أوغست إليانورا في قبو أسفل الضريح، وبحسب لشهادة محلية تم عرض الجثة المحنطة للمارشال الروسي مرة واحدة في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي على الرغم من إغلاق التابوت الآن.


شارك المقالة: