أهداف الجيومورفولوجيا:
لقد حدد العالم سُمول ثلاثة أهداف رئيسية يسعى إليها الجيومورفولوجين في دراساتهم وهي:
- الوصف: يحدد الوصف خصائص أشكال سطح الأرض القياسية والوصفية. ويعتمد ذلك على المُشاهدة المخبرية، المكتبية والميدانية، حيث أن أشكال الأرض تتباين بدرجات متفاوتة في هذه الخصائص، حتى في الإقليم الواحد.
وبما أن أشكال سطح الأرض تتنوّع وتتميّز حسب هذه الخصائص وإنها لم تتطوّر وتنشأ بشكل عشوائي، بل تخضع لقوانين طبيعية، فإن وصف أشكال سطح الأرض يُمثل الخطوة الأولى في أيَّة دراسة جيومورفولوجية. ولا تنطلق عملية الوصف من فراغ، بل تحتاج إلى خلفية علمية واسعة ومتعمقة في بعض المواضيع مثل: مساحة الأرض والجو، علم الخرائط، التُربة، الجيولوجيا والمناخ.
وكما أشرنا سابقاً فإن عملية الوصف يُمكن أن تكون قياسية أو غير قياسية، كما طوَّر (ديفز) الوصف المرحلي لأشكال سطح الأرض ووضعها في قالب زمني، كما حدد مرحلة التطوّر لكل شكل أرضي بناءً على خصائص مرئية ومادية، مُحددة مثل التضرس وتجزؤ المُنحدرات ونشاط الأنهار (الحت، الترسيب، النقل). - تصنيف أشكال سطح الأرض: حيث يُعتبر التصنيف مرحلة مهمة في البحث العلمي، حيث تتبع مرحلة جمع البيانات الوصفية (القياسية وغير القياسية) حيث تختصر البيانات إلى مجموعات مُحددة، يَسهل التعامل معها وإعطاؤها دلالات أو مؤشرات مُعينة تُسهل المُقارنة والربط العلمي وصولاً إلى عملية التفسير.
وتتباين أسس التصنيف وتتنوَّع حسب نوعية أشكال سطح الأرض والخصائص المدروسة، أو الهدف من الدراسة. ويمكن للباحث أن يبتكر أسس تصنيف مُعين يخدم دراسة مُحددة، أو يتبع أسس وضعها الاَخرون. وتتبنى تصانيف أشكال سطح الأرض أو خصائصها مستويات مُتباينة، حيث تبدأ من الأصغر إلى الأكبر ومن الجزيئية إلى الكُلية.
وهكذا يُمكن تصنيف أشكال سطح الأرض حسب أنواع الصخور المكوّنة لها. ويمكن تصنيفها أيضاً حسب العوامل المسؤولة عن تطوّرها ونشأتها. ومن أكثر أشكال سطح الأرض التي تخضع للتصنيف هي المُنحدرات، حيث صُنّفت حسب الشَّكل (مُقعَّر، مُحدب، مُستقيم)، أيضاً حسب درجة انحدار الأرض حيث تتراوح بين المستوية والمنجرفة. - تفسير أشكال سطح الأرض: كيف نشأت وتطوَّرت أشكال سطح الأرض؟ ما هي العوامل والعمليات المسؤولة عن ذلك؟ أسس الإجابة عن هذه التساؤلات من شأنها تحدد درجة الانتماء العلمي للجيومورفولوجيا.
وتواجه مُعطيات تُفسير أشكال سطح الأرض كثيراً من الاعتبارات، التي تفرض بعد الضلال وعدم اليقين. ومن الأمثلة على ذلك ما تمتاز به أشكال سطح الأرض وعمليات نشأتها وتطوَّرها من تعقيد، فأي شكل أرضي يُمثل مُحصّلة تفاعل عدة مُتغيرات وعوامل متباينة زمانياً ومحلياً.