ما هي الآثار السلبية للنشاط البشري على الطقس والمناخ؟

اقرأ في هذا المقال


الآثار السلبية للنشاط البشري على الطقس والمناخ:

العديد من الأنشطة البشرية لها تأثير سلبي على الطقس والمناخ ويمكن تقسيم الأنشطة البشرية إلى أنشطة متلائمة مع البيئة، أنشطة غير متلاءمة مع البيئة، وسنحدد مفهوم البيئة بالمناخ، وهنا يمكن القول أن أنشطة الجمع والالتقاط هي أولى النشاطات التي عرفها الإنسان، كذلك نشاطات الرعي والزراعة فهي من الأنشطة التي لم تؤثر على المناخ، حيث أن الإنسان تلائم مع المناخ الذي عاش فيه منذ وجوده على هذه الأرض إلى قبل حوالي عدة مئات من السنين الماضية.
بعبارة أوضح فإن التأثير السلبي لنشاط الإنسان ابتداءاً مع بداية الثورة الصناعية قبل حوالي 300 سنة، ورغم أن بدايات هذه الثورة لم تشهد استعمالاً جائراً للمواد التي تؤثر على المناخ، إلاّ أن التقدم الصناعي واكتشاف البترول عجل كثيراً في هذا الاستعمال الخاطئ الأمر الذي أدى إلى ظهور دعوات كثيرة للسيطرة على هذا الاستعمال، فلكي تقوم الثورة الصناعية استخدم الإنسان الوقود للتعويض عن طاقته المحدودة، وبذلك استخدم الفحم أولاً كمصدر أساسي للوقود الذي يحرك الآلات.
والمعروف أن الفحم مادة شديدة التلويث، حيث أن احتراقه يولد الكثير من ثاني أكسيد الكاربون بالإضافة إلى الكثير من المواد الصلبة على شكل دخان، لثاني أكسيد الكاربون تأثير سيئ على الحرارة، حيث أنه من غازات الدفيئة الذي يعمل على رفع درجة الحرارة، فإن الملوثات كثيراً تمنع جزء من الإشعاع الشمسي، هذا بالإضافة إلى خطر الأمطار الحامضية الناتجة من ثالث أكسيد الكبريت وحادث موت أكثر من أربعة ألاف مواطن إنجليزي في الخمسينات مشهورة.
كما أدى ارتفاع الضغط على دولة إنجلترا من عدم تصريف الملوثات الناتجة من احتراق الفحم في المناطق الصناعية وخاصة في لندن، مما تسبب في وفاة آلاف من كبار السن وذوي الأمراض الصدرية خلال أربعة أيام وهي فترة ارتفاع الضغط، مما جعل السلطات البريطانية إلى اصدار قانون البيئة الذي عمل على نقل الكثير من هذه المعامل خارج المدن المكتظة بالسكان، كما عمل على تبديل الوقود المستعمل من الفحم إلى البترول.
إن اكتشاف النفط وتطور إنتاجه عمل على انتشار الصناعة إلى مناطق مختلفة من العالم بعد أن كانت في مناطق محدودة، فأسعاره الرخيصة و كمية الطاقة التي يولدها بالإضافة إلى سهولة نقلة، كلها عوامل ساعدت على انتشار استعماله بسرعة كبيرة، فالاستعمال الكبير للبترول ومشتقاته في كل من المعامل، المواصلات البرية والبحرية والجوية، ممَّا أضاف كمية كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكاربون إلى الهواء.
ومعروف ما لهذا الغاز من تأثير على رفع درجة حرارة الغلاف الغازي فرغم التقدم الصناعي السريع ودخول العالم إلى المرحلة الثالثة من الثورة الصناعية، إلاّ أن استخدام البترول بقي في تزايد مستمر الأمر الذي ينذر بكارثة مناخية، نتج عن الثورة الصناعية كذلك ظهور عدد من الغازات المضرة بالمناخ مثل غاز الفريون المستخدم في التبريد، واثيل الرصاص الناتج من احتراق وقود الطائرات.
هذه الغازات الخفيفة استطاعت أن تصل إلى أعلى طبقة التروبوسفير، ممَّا تسبب في تأكل في طبقة الأوزون التي تحمي الأرض من الأشعة فوق البنفسجية الحارقة، فغاز الأوزون الموجود على ارتفاعات مختلفة ولكنه يتركز على ارتفاع 25 كم يتكون بشكل طبيعي من اتحاد غاز الأوكسجين الذري O مع غاز الأوكسجين O2 بمساعدة الأشعة فوق البنفسجية التي تأتي مع الأشعة الشمسية.
لذلك فإن الأوزون يتكون كل يوم بشكل طبيعي لتوفر الغازين وكذلك الأشعة فوق البنفسجية، الذي يحصل أن عدد من الغازات الصناعية قادرة على تفتيت هذا الاتحاد بين الغازين ليرجعه إلى عناصره الأساسية، لذلك فإن وصول هذه الغازات إلى ارتفاع 25 كم سيفتت الأوزون إلى أكسجين عادي وأكسجين ذري واستمرار عملية التفتيت، وعدم وجود إشعاع شمسي فوق أحد القطبين لفترة تصل إلى 6 أشهر يتسبب في ظهور ثقب في الأوزون فوق القطبين وخاصة في فصل الشتاء القطبي، هذا ما يطلق علية ثقب الأوزون.
إن وصول نسبة أكبر من الأشعة فوق البنفسجية إلى سطح الأرض بسبب قلة الأوزون يسبب مشاكل مناخية وصحية كثيرة، فالأشعة فوق البنفسجية هي أشعة حارقة، تقضي على الخلايا الحية إذا زادت عن نسبتها، كما تسمح بانتشار الأمراض والجراثيم، أمَّا مناخياً فإن الأشعة فوق البنفسجية تعمل إلى رفع درجة الحرارة، فإن الغلاف الغازي يعاني من ارتفاع في كمية ثاني أكسيد الكاربون، وإذا أضفنا إليه الأشعة فوق البنفسجية فإن الأزمة سوف تتزايد.
من مشاكل الإنسان الأخرى والتي أثرت على الحياة البرية هو ظهور الأمطار الحامضية، فالأماكن الصناعية التي مازالت تستخدم نسبة من الفحم كوقود، تنفث إلى الجو أكسيد الكبريت، الذي باختلاطه بماء المطر يتحول إلى ماده حامضية أكثر تركيزاً ممَّا هو مطلوب فتؤدي إلى قتل النباتات وكثيراً من المناطق الصناعية تعاني الآن من هذه المشكلة.
التجمعات البشرية الكبيرة أثرت على المناخ كذلك، فبناء المدن الكبيرة أوجدت ما يُسمَّى بجزيرة المدينة الحرارية، فاستخدام السيارات، تعبيد الطرق بالإسفلت، الأبنية العالية أوجدت منطقة مرتفعة الحرارة في وسط المدينة، أي أن المدينة غيرت مناخ المنطقة الموجودة فيها بعد بنائها من خلال تقليل استهلاك ثاني أوكسيد الكاربون المنتج بكثرة من المصانع والسيارات كما أن قطع الغابات أثر كثيراً على المُناخ.


شارك المقالة: