الأهمية التطبيقية للتجوية:
عُرفت التجوية بأنها مجموعة من العمليات الكيميائية والطبيعية التي تؤدي لتحلل وتفتت الصخر. ويمكن الاستفادة من نتائج الدراسات الخاصة بعمليات التجوية في عدة مجالات:
- الأنشطة الزراعية: عند تطبيق الممارسات الزراعية يؤخذ بعين الاعتبار معطيات التجوية، بنوعيها الكيميائي والميكانيكي، حيث يرتيط وجود التُربة أساساً بعمليات التجوية. ويتحوّل الفراش الصخري إلى مادة أبوية ثم إلى نطاقات تربة متتابعة من D إلى C إلى B إلى A، مع اكتمال عمليات التحلل الكيماوي للمواد الصخرية؛ ممّا ينعكس في نعومة قوامها وإمكانية زيادة خصوبتها. وعلى العكس من ذلك فإن التجوية الميكانيكية تنتج مواد معدنية خشنة غير مُتحللة، تساهم في تكون تربة حَصوية أو حجرية غير متمنطقة وغير خصبة.
كما تؤدي نعومة قوام التُربة الناتجة إلى انخفاض نفاذيتها وارتفاع مساميتها، كذلك زيادة تأثرها بالخاصية الشعرية في ضل انتشار ظروف المُناخ الجاف، زيادة قابليتها للانتفاخ، التمدد بالترطيب، الانكماش أو التقلص بالتجفيف. ويعتبر انجراف التُربة بفعل الماء أو تذرية الرمال وزحفها بواسطة الرياح، من أهم الأخطار التي تهدد الأراضي الزراعية وتؤدي إلى تصحُّرها. - التطبيقات الهندسية: عند إقامة المشاريع الهندسية، يجب معرفة نوعية عمليات التجوية ومعدلاتها ونتاجها من المواد المُتحللة أو المفتتة. فالتجوية توفر مادة البناء الحضري من طين وحجارة ورمل. وتوفر عمليات التجوية الكثير من تكاليف أعمال التحجير والتعدين، حيث أنها تُحوّل الطبقات الصخرية من خلال تطوّر التشققات أو المفاصل، أو البناء الصفائحي إلى كُتل صخرية أقل حجماً، يسهل تحضيرها لإعمال البناء أو تنتج بعض المواد الناعمة التي تستعمل في صناعة الطوب الناري والسيراميك، كالطين أو صناعة الإسمنت كالكاؤلين.
ويوفر نتاج التجوية الميكانيكية من المواد الحصوية والخشنة الفرشات اللازمة لبناء الطرق، كذلك قد تتسبب عمليات التجوية في حدوث كثير من المشاكل للمشاريع الهندسية؛ وذلك كتعرّضها للانهيارات الأرضية، خاصة الهبوط الأرضي في الأراضي الكارستية التي تخفي تحت السطح كثيراً من الكهوف والحُفر الكارستة، التي لا تحتمل أسقفها ضغط المنشآت العمرانية الكبيرة أو الانزلاقات الأرضية؛ ذلك بسبب تجمع المواد الطينية في أسطح التطبق للتكتونيات الصخرية المتشققة المائلة. كذلك فإن التجوية يمكن أن تلحق أضراراً في أنابيب المياه أو النفط؛ ممّا يتطلب تطبيق مواصفات محددة تمنع تآكل هذه الأنابيب، بفعل الماء أو بفعل عوامل الجو.