التعرية الجليدية:
إن الجليد يعتبر كتل متجمعة ومتجمدة صلبة من الثلج، حيث يعرف على أنه طبقات هشَّة فائقة الرِّقة تشبه في شكلها قطعاً من القطن شديدة البياض. والجليد يعتبر من ضمن العوامل الرئيسية ذات التأثير القوي في سطح الأرض، حيث يقوم بممارسة نشاطه سواء في عمليات النحت أو في عمليات الإرساب وإن كان يتميز بسيادة نشاطه في نطاقات محددة ومعروفة تقتصر على العروض القطبية الباردة، كما لوحظ في شمال كندا، ألسكا، الجُزر الشمالية مثل أيسلندا، جرين لاند، شمال اسكنديناوة، شمال سيبريا، الأطراف الجنوبية من أمريكا الجنوبية والقارة القطبية الجنوبية.
كما أنه يتميز بظهور نشاطه في التعرية فوق الجبال في المناطق التي تقع فوق خط الثلج الدائم، كما في جبال الآلب وجبال البرانس، الجزر البريطانية، جبال روكي، أيضا السلاسل الغربية الساحلية غرب أمريكا الشمالية، جبال أورال، بالإضافة إلى جبال الإنديز. كما يمارس الجليد نشاطه في عمليات التعرية من خلال استخدام عمليات البرى والتكسير والالتقاط.
فبعض المعادن تكون ليّنه، حيث يصبح الصخر في صورة مُجواه وبذلك يسهل بري السطح في حين إذا كانت شرائح الجليد شديدة البرودة فوق السطح. ونظراً لشدة برودة وقوة الرياح في المناطق الثلجية، فإنها تكون لديها الطاقة والقدرة على دفع الشظايا الجليدية فتصدم بالصُخور وتعمل على سقل الصُخور. تكون في هذا تَشبه نشاط الرمال التي تعمل على بري الصُخور في الصحاري.
أمّا العملية الثانية فهي تكون عن طريق عمليات الهدم والتكسير والالتقاط الميكانيكي للصُخور، حيث يحدث ذلك حينما ترتفع درجة الحرارة نسبياً، فيؤدي ذلك الى ذوبان بعض الكتل الجليدية الموجودة على السطح، حيث تتدفق مياهها بين الشقوق الجليدية وتصل الى أسفل الجليد ويعاد تجمدها ويزيد أثر ضغطها على السطح. كما أن الصخور ذات الشقوق يمكن للجليد أن يعمل على تحويلها الى طبقة متجمدة وتقوم الثلاجات بحملها الى مناطق بعيدة، كما يطلق على هذه العملية بالهدم والتتكسير بفعل الجليد. ويدفع دائماً وباستمرار على الأجزاء التي قام الجليد بتهشيمها إلى ما وراء العقبات التي تقابل الجليد أثناء حركته، حيث يلاحظ أن هذه العملية أكثر فعالية من عملية البرى.
