ما هي أهمية الدورة المائية؟

اقرأ في هذا المقال


أهمية الدورة المائية:

تُقدَّر كمية المياه على الكرة الأرضية تقريباً 1.36 بليون كيلومتر مكعب. وتحتوي المحيطات وحدها على حوالي 97.2% من هذه الكمية و 2.51% الأخرى على هيئة جليد. أمّا 0.65% الباقية فتمثل كل من البحيرات، الأنهار، المياه الجوفية بالإضافة إلى بخار الماء في الغلاف الجوي. وبالرغم من قلة نسبة الماء في كل من المصادر الأخيرة إلا أن كميتها الفعلية ضخمة.
ومصادر المياه مهمة وحيوية لاستمرارية الحياة على وجه الأرض. وبزيادة الطلب على هذه الكمية المحدودة زاد اهتمام العلم باستمرارية تبادل الماء بين المحيطات والغلاف الجوي والقارات. وتعرف هذه الدورة المستمرة لمصادر الأرض المائية بالدورة المائية. وهي تستمد طاقة حركتها من الشمس ولعب فيها الغلاف الجوي دوراً هاماً للربط بين المحيطات والقارات. ويتبخر الماء باستمرار من المحيطات بكميات كبيرة، من الغازات بكميات أقل، نافذاً إلى الغلاف الجوي، حيث تحمله الرياح مسافات بعيدة تتكون خلالها السحب.
والمياه المتساقطة على المحيطات تكون قد أنهت دورة كاملة، بينما يلزم المياه المتساقطة على القارات الرجوع مرة أخرى إلى المحيط لاستكمال هذه الدورة. وحينما يسقط الماء على اليابسة ينفذ جزء منه إلى داخل الأرض بشكل عمودي، ثم جانبي وأخيراً ينساب إلى البحيرات والأنهار أو مباشرة إلى المحيطات. أمّا في حالة ما تكون معدلات هطول الأمطار أكثر ممَّا تستطيع أن تمتصه الأرض، فإن الكمية الزائدة تندفع على السطح لتكون بحيرات وأنهار.
والكثير من المياه النافذة إلى الأرض المترشحة أو التي تجري على السطح الجارية، تأخذ طريقها إلى الغلاف الجوي عن طريق التبخر مباشرة من التُربة، البحيرات، الأنهار. كما أن جزءاً من المياه مترشحة تمتصها النباتات ثم تطلقها إلى الغلاف الجوي في ما يعرف بالنتح، ففي هذه العملية ينتج حقل المزروعات سنوياً كمية من الماء تكفي لتغطية مساحة بعمق 60 سم.
بينما تنتج الغابات ما مقداره ضعف هذه الكمية، ولأننا لا نستطيع تمييز كمية الماء الصادرة عن التبخر من تلك الصادرة عن النتح، فإن قيمتهما تعاملان كوحدة واحدة تُسمَّى النتح البخري، حيث أن كمية البخار بالغلاف الجوي تبقى ثابتة، فإن كمية المياه المتساقطة على الأرض تساوي كمية التبخر، غير أن كمية المياه المتساقطة على القارات مجتمعة تفوق بكثير كمية البخار المغادر لها باختصار، فإن الدورة المائية تمثل حركة الماء الدائمة من المحيطات إلى الغلاف الجوي.


شارك المقالة: