المؤثرات غير المباشرة لمجالد الزمن الجليدي:
بالإضافة إلى التعرية والترسيب، فقد كان للصفائح الجليدية بعض التأثيرات الأخرى خلال فترات البليستوسين الجليدية، فمثلاً كانت الحيوانات والنباتات مرغمة على الهجرة أمام تقدّم الجليد، حيث أن بعض هذه الكائنات لم يستطع تحمل مثل هذه التغيرات فقد انقرضت. ومثال على ذلك، حيوان الكسلان الأرضي الضخم والنمر المسيف الأسنان وفيله ما قبل التاريخ المُسمّاة بالمستودون والماموث.
وبالإضافة إلى ذلك فإن كثير من مسارات الأنهار اليوم لا تشبه مساراتها قبل الزمن الجليدي. ومثالاً على ذلك نهر الميسوري حيث كان يجري إلى الشمال تجاه خليج هيديسون، بينما كان لنهر الميسيسبي مسار خلال أواسط اليونوي وكانت منابع نهر أوهايو في أواسط أمريكا. ويلاحظ أن بعض الأنهار اليوم تجري بها كميات ضئيلة من الماء بالرغم من شغلها مسارات عريضة؛ ممَّا يدل على أنها كانت قديماً تجري بها كميات أكبر من مياه الجليد الذائب. وقد وجد أن الساحات التي كانت بؤرة للتراكمات الجليدية، مثالاً على ذلذ اسكاندينافيا والدرع الكندي وقد زاد ارتفاعها بالتدريج عبر آلاف السنين الماضية.
وفي منطقة خليج هيديسون قد ارتفعت حوالي 300 متر وهذا أيضاً ناتج عن المجالد القارية، لكن كيف يعمل جليد المجالد على حركة القشرة الأرضية؟ يعتقد في الوقت الحاضر أن وزن ثلاثة كيلومترات من الجليد قد تسببت في تقعر القشرة الأرضية. وبإزاحة هذا السُّمك من الثقل الجليدي فقد عملت القشرة الأرضية على الارتداد إلى أعلى تدريجياً منذ ذلك الوقت. وبالتأكيد فإن أكثر المؤثرات في الزمن الجليدي تشويقاً، وربما إثارة هي انخفاض وارتفاع مستوى سطح البحر المتزامن مع تقدم وانحسار الجليد.
فقد أُشير على أن مستوى سطح البحر سرتفع من 60 إلى 70 متراً إذا ما أذيبب جليد القارة الجنوبية. ومثل هذا الحادث سيغمر الكثير من المدن الساحلية المكتظة بالسكان. وبالرغم من أن الحجم الكلي للجليد اليوم يزيد عن 25 مليون كيلومتر مكعب، فإن حجمه أثناء الزمن الجليدي قد كان حوالي 70 مليون كيلومتر مكعب؛ أي بزيادة قدرها 45 مليون كيلو متر مكعب عن الوقت الحاضر، حيث أن الجليد يتكوَّن من بخار المحيطات فإن الزيادة في حجمه تعني انخفاضاً في مستوى سطح البحر.