ما هي المعالجات المناخية المحلية عند العرب؟

اقرأ في هذا المقال


المعالجات المناخية المحلية عند العرب:

ظهرت عند العرب معالجات لمُناخات محلية أو أساس نظري لبعض الظواهر المناخية، فقد عالج البيروني أثر جبال الهمالايا في سقوط الأمطار الموسمية في الهند، قد وضع أخوان الصفا الأسس النظرية للتكثاف وسقوط الأمطار، فقد ربط أخوان الصفا رسالتهم في الثامنة عشر بين ارتفاع الحرارة والتبخر، كما ناقشوا أيضاً كيفية تكون السحب من بخار الماء فذكروا أن بخار الماء يرتفع إلى الأعلى يبرد فيتكاثف، حيث استطاعوا أن يقوموا بتصنيف التكاثف إلى نوعين فقالوا بأن البخار الذي لا يرتفع ويتكاثف بقرب سطح الأرض، يتكوَّن منه الضباب أو الندى أو الصقيع.
وإن البخار المتصاعد يتكاثف في الأعلى مكوناً الغيوم. كما تطرقوا أيضاً إلى كيفية سقوط المطر ذاكرين أن قطرات الماء في الغيوم قبل سقوطها تتكون من اتحاد عدد من الذرات المتكاثفة (وأحدث نظريات سقوط المطر تؤكد هذا الرأي). كما استطاعوا أن يفرقوا بين سقوط المطر، سقوط الثلج. كما فسَّروا أيضاً اختلاف درجات الحرارة باختلاف زاوية سقوط الإشعاع الشمسي. وقد حاولوا معرفة سُمك الغلاف الغازي؛ وذلك باستخدام مُعادلات رياضية تعتمد على فترة بقاء الشفق في السماء.
كما قسَّموا الغلاف الغازي إلى طبقات ثلاثة هي: الأثير والزمهرير، والنسيم، حيث توصَّلوا إلى أن سطح الأرض لا تسخن من الإشعاع الشمسي المباشر بل تسخن من الإشعاع الأرضي، أمَّا إبن بطوطة ذكر بأن الحرارة في خط الاستواء تكون أخفض من الحرارة في المناطق المدارية، فهو بذلك يُعتبر رائداً في هذا المجال. كما قاما بإعطاء برهاناً جديداً يوضح خطأ نظرية اليونان عند خط الاستواء. أمَّا إبن خلدون ربط بين المُناخ وعادات الشعوب (تصرفاتهم)، فهو بذلك يعد من أوائل الحتميين الذيين يؤمنون بأن الإنسان يكون انعكاس لبيئتة. ويلاحظ من هذا الاستعراض الموجز أن العرب عالجوا المُناخ بطريقتين:

  • الأولى: وصفية وهو ما احتوته كتب الرحالة وكتب البلدان، هو عبارة عن نقل حي لمشاهداتهم عن المناطق التي زاروها أو مروا بها.
  • الثانية: التحليل العلمي الذي يرتبط باستخدام بعض الحسابات الرياضية لتفسير الظاهره. ويمكن أن نقول أن ما كان يفصل العلماء العرب فعلاً عن المُناخ الحديث هو القياس الدقيق لعناصرالمُناخ، الذي لم يتسنى ذلك للإنسان إلا بعد اكتشفت المحارير ومقاييس الضغط، بذلك يمكن لأحفادهم الآن أن يستغلوا الفرصة للاستمرار على خطى أسلافهم.

شارك المقالة: