النطاقات الدائمة للضغط الجوي والدورة الهوائية العامة المرتبطة بها:
إذا صرفنا النظر عن اختلاف الضغط الجوي على سطح االكرة الأرضية من مكان إلى آخر ومن فصل إلى آخر؛ وذلك لأن الماء يختلط باليابس وتأثير الإشعاع الشمسي يختلف على كل منهما وأيضاً بسبب اختلاف التضاريس فإن الضغط الجوي يتوزع على سطحها في نطاقات عامة، حيث تتفق مع دوائر العرض وتتزحزح جنوباً وشمالاً بحسب حركة الشمس الظاهرية.
ولو فرضنا أن سطح الأرض كله مكون من ماء أو من يابس وأنه في منسوب سطح البحر، فإن أغلف كل من الضغط الجوي والرياح العامة فستتوزع عليه عن طريق نظام خاص يتم فرضه بعاملان رئيسيان وهما: توزيع الإشعاع الشمسي على خطوط العرض والتأثير الديناميكي الذي تفرضه الدورة العامة للهواء بين هذه النطاقات، ففي النطاق الممتد حول خط الاستواء يوجد نطاق من الضغط الجوي؛ ذلك بسبب الارتفاع في درجة الحرارة ونشاط حركة التصعيد.
وأيضاً في أعلى طبقة التروبوسفير يتوزع الهواء الصاعد في أعلى الجو على شكل رياح علوية باردة تتجه باتجاه القطبين، بين خطي عرض 30 درجة و 35 درجة تقريباً، كما تلتقى هذه الرياح برياح تكون باردة وقادمة في أعلى الجو من جهة القطبين فتنشأ نتيجة لالتقائهما تيارات هوائية هابطة تؤدي إلى تكون نطاقين من الضغط المرتفع عند سطح الأرض، حيث أن الشمال منهما وراء مدار السرطان يعرف باسم نطاق الضغط المرتفع والجنوبي وراء مدار الجدي يعرف باسم الضغط المرتفع.
ومن هذين النطاقين تتوزع الرياح باتجاه خط الاستواء من جهة وباتجاه الدائرتين القطبيتين من جهة أخرى، كما تشتهر الرياح التي تتجه باتجاه خط الاستواء باسم الرياح التجارية، حيث يكون اتجاهها شمالياً شرقياً في نصف الكرة الشمالي وجنوبياً شرقياً في نصفها الجنوبي، أمَّا الرياح التي يكون اتجاهها ناحية الدائرتين القطبيتين فتعرف باسم الرياح العكسية أو الغربية، كما يكون اتجاهها جنوبياً غربياً في نصف الكرة الشمالي وشمالياً غربياً في نصفها الجنوبي.
كما أن بين خطي عرض 45 درجة و 60 درجة في نصفي الكرة الأرضية تلتقي الرياح الغربية برياح قطبية تكون برودتها شديدة قادمة من نطاقي الضغط المرتفع اللذين يتكونان على المناطق التي تكون قريبه من القطبين؛ وذلك بسبب البرودة وهبوط الرياح باتجاه سطح الأرض.
