ما هي انجراف القارات والمغناطيسية القديمة؟

اقرأ في هذا المقال


انجراف القارات والمغناطيسية القديمة:

لم يطرأ شيء على فرضية واغنر للانجراف القاري منذ وفاته سنة 1930 حتى أوائل الخمسينات، فلم نكن نعلم الكثير عن طبيعة الأرض تحت مياه البحار والتي تمثل أكثر من 70 في المائة من المساحة الكلية لسطحها، مع أنها المفتاح لفك أسرار كوكبنا الغامضة. وربما كانت مغناطيسية الصُخور وهي مجال جديد نسبياً الدافع الذي حرّك من جديد قضية انجراف القارات. فقد عكف العاملون الأوائل في مجال مغناطيسية الصُخور على البحث في التغيرات القديمة لمجال الأرض المغناطيسي؛ وذلك لتفهم أعمق لطبيعة مجالها الحالي، فكل من استعمل البوصلة يعلم أن لمجال الأرض المغناطيسي قطب شمالي وآخر جنوبي.
ويقع هذين القطبين المغناطيسيين بالقرب من نظائرهما الجغرافيين ولكن لا ينطبق أي منهما على الآخر. ويشبه مجال الأرض المغناطيسي المجال الذي يتكوَّن حول قضيب ممغنط بسيط، حيث تمر خطوط القوة غير المرئية من خلال الكرة الأرضية ممتدة من قطب إلى آخر، ويعتمد أسلوب دراية المغناطيسية القديمة على حقيقة وجود بعض المعادن التي تعمل كبوصلات مستحاثة داخل صُخور معينة.
وتدخل هذه المعادن الغنية بالحديد مثل الماغنيتيت على سبيل المثال في طفوح اللابة ذات التكوين البازلتي. وعند تسخين هذه المعادن المتمغنطة إلى درجة حرارة معينة تُسمَّى نقطة كوري تفقد خاصيتها المغناطيسية، لكن عندما تنخفض درجة حرارتها على نقطة كور 580 درجة مئوية، فإنها تتمغنط ثانية في اتجاه موازن للمجال المغناطيسي في ذلك الوقت. وعندما تصبح المعادن صلبة فإنها تحتفظ باتجاه مغناطيسيتها أو تتجمد إن صح التعبير، وهي على هذه الحالة تعمل عمل إبرة البوصلة في إشارتها إلى القطبين المغناطيسيين القائمين.
وإذا ما تحرَّك الصخر أو تغيّر موقع القطب المغناطيسي، فإن مغناطيسية الصخر في معظم الأحوال ستحتفظ باتجاهها الأصلي. وبناء عليه فإن الصُخور التي تكونت منذ آلاف أو ملايين السنين الماضية تُذكرنا بموقع القطبين المغناطيسيين زمن تكوّنها، حيث يقال أن بها مغناطيسية مستحاثة أو مغناطيسية قديمة.
ولا يقتصر دور مغناطيسية الصُخور في أنها تبيّن باتجاه القطبين، لكنها أيضاً تساعد في معرفة خط العرض الذي تكونت فيه أصلاً. ولتصوّر ذلك نتخيّل أن إبرة بوصلة مثبتة في مستوى عمودي بدلاً من الأفقي كما العادة، فعندما تكون هذه البوصلة المعدلة فوق القطب المغناطيسي الشمالي فإنها تشير أسفل عمودياً.

المصدر: رضا محمد السيد/المدخل إلى الجغرافيا العامة/2016.عاشور، محمود محمد/أسس الجغرافيا الطبيعية/1997.محمد صبري/مبادئ الجغرافيا الطبيعية/2007.


شارك المقالة: