حركة القشرة الأرضية:
تختلف حركات القشرة الأرضية التي كونت الأشكال التضاريسية الكُبرى، من حيث شدَّتها وتأثيرها. ومن أهم النظريات التي تتعلق بحركات القشرة الأرضية التي قامت بتكوين التضاريس القارية هي:
نظرية زحزحة القارات:
إن تشابه بُنية القارات، في العالم القديم والعالم الحديث، دفع العَالِم ألفرد فجنر (Alfred Wegner)، في عام 1915م إلى وضع نظرية زحزحة القارات، حيث تُفسّر تكوّن القارات والتضاريس القارية. كما يرى فجنر أن القارات تتألف في الأزمة الجيولوجية الأولى من كتلة واحدة من السيال، ثم تصدَّعت وتمزَّقت نتيجة استجابتها لضغوط طبقة مانتل اللزجة، التي تقع أسفل منها، إلى كتلة مختلفة الحجم، حيث تطوّرت عنها القارات الحالية.
وقد انقسمت الكتلة السيالية في بداية الأمر إلى كتلتين رئيسيتين تباعدتا تدريجياً في الأزمة الجيولوجية. وتشمل الكتلة الأولى على الأمريكيتين اللتين تحركتا نحو الغرب والشمال، القارة الأسترالية والقارة القطبية الجنوبية اللتان تحركتا نحو الجنوب، حيث استقرّتا على وضعهما الراهن.
وأمّا الكتلة التي تشمل كل من أوراسيا وأفريقيا فقط، فإنها تمزَّقت وتزحزحت أجزائها في اتجاهات مختلفة، حيث زحفت اَسيا نحو الشمال الشرقي وتباعدت إفريقيا عن اَسيا وذهبت مع أوروبا نحو الشمال الغربي، حيث نشأ عن تباعدهما البحر الأحمر والخليج العربي وانفصلت مدغشقر عن الهند.
ومن البراهين التي تقوم بدعم نظرية الزحف القاري، شواطئ المحيط الأطلسي الغربية الشرقية، توافق شواطئ البحر الأحمر الشرقية والغربية. كما أن القياسات الفلكية أثبتت استمرار بُعد القارة الأمريكية الشمالية عن أوروبا بمقدار 4 أمتار سنوياً، بالإضافة إلى أن وجود حفريات، بقايا النباتات، الحيوانات المدارية داخل المناطق الباردة، فهذا يدلّ على حدوث تغيير في مواقع تلك المناطق نتيجة زحفها خلال الأزمة الجيولوجية.
نظرية تكتونية الصفائح:
حيث أن هذه النظرية تعتمد على أنَّ القشرةُ الأرضيةُ تُقسم إلى 10 صفائح أرضية أو أكثر. وتتكوّن هذه الصفائح من كتل صلبة. وقياس سُمك كل منها حوالي مئة كيلومتر، حيث أن الصفائح الموجودة فوق الصهير تشبه في حركتها حركة الكُتل الثلجية البطيئة، فوق المناطق القطبية التي تكون تحت تأثيرات التيارات البحرية والرياح، كما تنزلق هذه الصفائح على طبقة منصهرة توجد أسفلها.
ويحيط بأطراف كل صفيحة هوات مُحيطة ونطاقات انكسارية، تُشكّل أحزمة من الأراضي النشطة بالزلازل والبراكين. وحسب هذه النظرية فإن قيعان البحار والمحيطات، تبعد على طول أخاديد تمتد على طول الظهرات المحيطة، حيث يُمثل كل أخدود الحد الفاصل بين كل صفيحتين. وعلى طول هذا الخط تبعد الصفيحتين في اتجاهين مختلفين، بينما تُمثل الهوات المحيطة التقاء الصفائح الأرضية أو أماكن التصادم. وعندما يلتقيا تتصدَّع الصفيحة المحيطة، فتجعل الثانية تغور في الصهير، حيث تذوب وتتحطم، كما يصاحب عملية الغور تلك حدود براكين وزلازل قوية.