نظرية حركية الألواح:
في حلول سنة 1968، تم توحيد فكرتي انجراف القارات وانجراف قاع المحيط في نظرية عرفت بحركية الألواح. فمضمون هذه النظرية يمكن اعتبارها الإطار الذي يمكن من خلاله تناول معظم الظواهر الطبيعية. وعلى اعتبار الإطار أن هذه الفكرة جديدة نسبياً، فمن البديهي تعديلها وتطويرها حسب ما يستجد من معلومات. ولكن يبدو أنه لا غبار على جوهرها وسنقوم هنا بتقديمها بوضعها الحالي.
وتقول نظرية حركية الألواح أن غلاف الأرض الصخري الجامد مكوَّن من عِدَّة أجزاء تُسمَّى الألواح. وقد تم التعرّف على حوالي عشرين لوحاً وذلك بأحجام مختلفة. وأكبر هذه الألواح ما يعرف بألواح الهادي والذي يقع في معظمه داخل المحيط الهادي، عدا جزء بسيط حيث يقع بأمريكا الشمالية والذي يشمل منها جنوب ولاية كاليفورنيا وشبه جزيرة باها.
وإن معظم الألواح الضخمة الأخرى تحتوي على قشرة محيطية إلى جانب القشرة القارية. ويناقض هذا ما جاءت به نظرية الانجراف القاري والتي تقول أن القارات قد تحرَّكت عبر المحيطات، ولم تقل أنها تحركت مع قاع المحيطات. أمَّا باقي الألواح الصغيرة فإنها تتكوَّن من مادة محيطية، مثل لوح النازكا الذي يقع مقابل الشاطئ الغربي لأميركا الجنوبية. وبالرغم من هذا وجود ألواح صغيرة لا تنطبق تقريباً على تركيا، إلا أن هذا اللوح يقع في مجمله داخل أحد القارات.
ويقع الغلاف الصخري للأرض فوق النطاق الوهن وهو جزء مكون من مادة لدنة ذات درجة حرارة عالية، فإن الألواح بالغلاف الصخري مدعومة من تحتها بمادة لدنة بالنطاق الوهن. ويبدو أن هناك علاقة بين سُمك ألواح الغلاف الصخري وطبيعة مادة القشرة الأرضية التي تعلوها. وعموماً فإن الألواح أقل سُمكاً تحت المحيطات، حيث يتراوح سُمك الألواح المحيطية بين 80 و 100 كيلومتر في الوقت الذي تزيد فيه الألواح القارية علة 100 كيلومتر، وقد تبلغ الأربعمائة كيلومتر في بعض المناطق.
ومن أحد معتقدات نظرية حركية الألواح أن كل لوح يتحرَّك كوحدة مستقلة نسبة إلى بقية الألواح. ويعتقد أن السلوك الحركي للصُخور داخل النطاق الوهن يسمح بحركة الألواح بقشرة الأرض الخارجية الصلبة. ومع حركة الألواح تبقى المسافة بين منطقتين أو مدينتين ثابتة وذلك على نفس اللوح، بينما تتغير هذه المسافة باستمرار إذا كانت هاتين النقطتين تقعان على لوحين مختلفين.