دلالات خصائص أشكال الأرض والعمليات الجيومورفولوجية:
يُمكن أن تؤدي خصائص أشكال الأرض وعملياتها الجيومورفولوجية الوصفية منها والقياسية، إلى دلالات علمية نظرية وأخرى تطبيقية. ومن شأن ذلك أن يُفسّر طبيعة العلاقات المتبادلة القائمة، فيما بين هذه الخصائص ومتغيراتها.
ومن الطبيعي أن تختلف طبيعة هذه العلاقات من حيث مدى الارتباط والاتجاه (طردي، عكسي)، مكاناً وزماناً وفقاً لظروف البيئة المحلية، كما يُمكن استغلال منظومة الخصائص والعلاقات في تحديد الأخطار الجيومورفولوجية وطرق مواجهتها مثل: الانجراف والانهيارات الأرضية والفيضانات، كذلك اقتراح أفضل سُبل التعامل معها.
ومن أمثلة على هذه الدلالات ما يلي:
- المُنحدرات: تختلف المُنحدرات من حيث الدرجة (جرف، سحيق، مُعتدل، مستوي)، كذلك من حيث النمط (مُحدّب، مُقعَّر، مستقيم) ومن حيث درجة التجزؤ أو الانتظام. ومن ناحية أخرى تسود المُنحدرات المُحدَّبة في الأقاليم الرطبة والمنحدرات المقعرة في الأقاليم الجافة، بينما تصبح المنحدرات مستقسمة في حالة تجانس التكوينات الصخرية على طول المنحدر وغياب أيَّة اضطرابات تكتونية أو اختلافات مناخية.
- الخصائص المورفومترية للأحواض المائية: تُشكّل خصائص الأحواض المائية نظاماً مفتوحاً مثالياً، يعكس درجة عالية من حساسية العلاقات المتبادلة القائمة بين الخصائص الحوضية. ويمكن توضيح ذلك من خلال الخصائص الحوضية التالية:
- الخصائص الشكلية والمساحية: تنتقل الأحواض المائية من الشكل المستطيل إلى المُستدير، مع تقدّم دورة التعرية؛ ممّا يزيد من مساحتها ويخفض من تضرسها ومعاملها الهيبسومتري، بينما تزيد أطوال شبكتها المائية وترتفع رتبتها النهرية.
ومثل هذه الاستجابات تتغير حسب الظروف المناخية وأنواع الصخور السائدة في هذه الأحواض، حيث أنها تكون في الأحوال المناخية الجافة والصخور الصلبة، أقل مساحة وأعلى تضرّساً وأكثر استطالة وأقل في كثافتها التصريفية وناتجها الرسوبي. - الخصائص القنوية: تطوّر الأحواض المائية كثافات تصريفية أعلى، في أراضي الصُخور الضعيفة ومتدنية النفاذية، حيثما يسود المناخ الرطب وتقل الكثافة النباتية ويزداد الانحدار. كما تتناقص الكثافة التصريفية مع تقدّم دورة التعرية وتراجع تضرس وتناقص المعامل الهبسومتري.
- الخصائص الرسوبية: تحتل خصائص الرواسب التي توضعها عوامل الترسيب المختلفة. وبالنسبة للرواسب الفيضية يلاحظ أن أحجامها تتناقص مع تزايد مسافة النقل، اتجاه بيئة المصبّ بينما تتزايد نسبة استدارتها وكرويتها. وتحدد نوعية الصخر ودرجة انحدار الجريان المائي معدل الاختلاف في هذه الخصائص.
- التجوية الملحية: تنشط التجوية الملحية في الأقاليم الجافة، حيث ترتفع درجة الحرار وتقلّ كمية الأمطار كما ترتبط هذه العملية بوجود صخور أو تربة ناعمة القوام.
- الخصائص الشكلية والمساحية: تنتقل الأحواض المائية من الشكل المستطيل إلى المُستدير، مع تقدّم دورة التعرية؛ ممّا يزيد من مساحتها ويخفض من تضرسها ومعاملها الهيبسومتري، بينما تزيد أطوال شبكتها المائية وترتفع رتبتها النهرية.