علاقة الأمطار في عمليات التجوية:
تُعتبر المياه الناتجة عن هطول الأمطار العامل الأساسي في عمليات التجوية الكيميائية؛ بحيث يمكن القول أن لا تجوية كيميائية بدون وجود الماء. وهذا يفسّر نشاط هذه العملية في المناطق الرطبة وضعفها في الأقاليم الجافة.
وعلى الرغم من أهمية الأمطار في تحديد كمية الماء المتوفرة للتجوية، إلا أن هذه الكمية تخضع أيضاً لعامل التبخر ومعدلات التسرّب والرشح عبر الفراغات الصخرية. ويرتبط ذلك بخصائص الأمطار نفسها ونفاذية الصخر أو زيادة انحدار الصخر أو زيادة تركيز الأمطار.
كذلك يمارس الماء نشاطاً مهماً في تفتت الصُخور على أي نشاط كيميائي أو ميكانيكي للماء، حيث يعتمد على خصائص الماء الطبيعية والكيميائية إلى جانب خصائص المعادن والصُخور التي تخضع لفعل الماء.
ومن الخصائص التي تحدد هذا النشاط ما يلي:
- كمية الماء: تحدد كمية الماء المتوفرة مقدار ما يتجمع منها في الفراغات الصخرية وفي الأعماق المختلفة. وإن احتمال وصول الماء إلى أعماق أبعد يزداد مع زيادة هذه الكمية؛ ممّا يحدد عُمق التجوية الذي تتعرَّض لها الصخور. ولا يعني ذلك وجود علاقة طردية بين كمية الماء المتاحة وعُمق التجوية، فالمعروف أن نفاذية الصخور تتناقص مع زيادة العمق؛ بسبب انضغاطها من تكوينات صخرية أعلى. ومن ناحية أخرى تحدد كمية المياه حركة الماء داخل التربة، أو الفراغات الصخرية وبشكل خاص حركته العمودية.
- درجة حرارة الماء: إن الارتفاع في درجة حرارة الماء يزيد من فاعليته الكيميائية، كما أن الانخفاض في درجة حرارته يُقلل من هذه الفاعلية، مع افتراض عدم وصول الماء بما يحمله من شوائب إلى التبلور إمّا بالتجمد أو التبخر.
- حركة الماء: تكمن أهمية حركة الماء في تجدد ماء التجوية وعدم وصوله إلى حالة التشبع الكيميائي وإزالة نتاج التجوية المتراكم. وترتبط حركة الماء أساساً بعامل الانحدار، فكلما زاد انحدار السطح ازدادت سرعة الماء الجاري وأصبح أقل تشبعاً بنتاج التجوية، شريطة أن لا تزيد سرعة الجريان على حساب معدلات التسرّب والرشح.
- نسبة حموضة الماء: يكتسب ماء التجوية حموضته أو قلويتة إمّا من خلال تفاعل ماء المطر مع ثاني أكسيد الكربون الجوي، أو مع معادن الصخور التي يتسرَّب خلال فراغاتها. وإن الماء النقي أو المُقطَّر في الواقع ليس له أي نشاط كيميائي هام.