علاقة المناخ بعمليات التجوية:
يؤثر الغلاف الجوي في تجوية الصخور من خلال التغيرات الزمانية والمكانية في عناصر الطقس والمناخ، بشكل خاص درجة الحرارة وكمية الأمطار والرياح، حيث أن هذه العناصر تتباين في الأقاليم المناخية المختلفة، أماكن الربط بين هذه الأقاليم وبين عمليات التجوية نوعاً وكمَّاً.
وتشترك هذه العمليات مع الخصائص الجيومورفولوجية الرئيسية (أشكال الأرض والعمليات الجيومورفولوجية)، في تباينها النوعي والكمي وفقاً للأقاليم المناخية وضمن إطار ما سُمّي بالأقاليم المورفوتُطورية، ففي الأقاليم الجافة الحارة، تزداد حدة التباين الحراري اليومي ونقل الرطوبة إلى أبعد حدود، كما تسود تجوية ميكانيكية شديدة تتم من خلال التمدد والتقلص أو بفعل نمو البلورات الثلجية أو الملحية.
أمّا الأقاليم الجافة الباردة كما هو الحال في إقليم التندارا، فتشتد التجوية الميكانيكية؛ بسبب وجود الطبقة دائمة التجمد وغياب التسرب المائي عبر الفراغات الصخرية، حيث ينتج عن تعاقب التجمد والذوبان تفتت صخري حُبيبي أو حصى زاويّ.
أمّا في الأقاليم الرطبة الحارة، فتنشط التجوية الكيميائية وتبلغ أقصى مداها في المناطق الاستوائية؛ بسبب وفرة الماء وارتفاع درجة الحرارة. وينتج عن ذلك تفاعلات كيميائية شديدة تؤدي إلى تكوين ترب ناعمة القوام مثل الطين. ومع ذلك لا يمكن عزل أي إقليم عن أي نوع من عمليات التجوية، حيث أن مختلف هذه العمليات قد تتواجد في جميع هذه الأقاليم مع تباين معدلاتها من إقليم إلى آخر.
ففي الأقاليم الاستوائية تنشط التجوية الكيميائية وتبلغ أقصى معدلاتها، لكنها في نفس الوقت لا تختفي نهائياً في الأقاليم الجافة بل تصبح شديدة الضعف لتفسح المجال أمام شدة التجوية الميكانيكية؛ ممّا يعني وجود تجوية سائدة أو رئيسية في أي من تلك الأقاليم مع وجود الأنواع الأخرى بشكل ضعيف أو ثانوي، حيث تتنوَّع عمليات التجوية حسب تباين درجات الجرارة، كما تمارس درجة الحرارة فعلها في تجوية الصخور من خلال المؤثرات التالية:
- التباين الحراري اليومي: يؤدي التباين الحراري اليومي المتطرف ما بين ساعات النهار والليل، إلى تعاقب تمدد وتقلص المعادن المكوّنة للصخور، حيث أن هذه المعادن تتفاوت في معاملات تمددها الطولي، فإنها تعمل على تشقق الصخر أو تفتيته إلى حبيبات معدنية أو صخرية متفاوتة الأحجام.
- التجمد: إن الانخفاض في درجة حرارة الماء إلى ما دون درجة التجمد، يؤدي إلى تحوّله إلى بلورات ثلجية يمكن أن تؤدي زيادة حجمها في الحيّز المحصور، إلى تزايد الضغط على أسطح الفراغات الصخرية (المسامات والتشققات)؛ ممّا يؤدي إلى تجوية الصخر بفعل الصقيع.
- التبخر: إن تبخر الماء المالح يؤدي إلى تكوّن البلورات الملحية وتجمعها على سطح الصخر، أو داخل الفراغات الصخرية.