عمليات التصخر (lithification):
تتم عملية تحجر أو تصخّر المعادن الصخرية غير المتصلبة (الراسبة)، التي ترسَّبت بفعل الزمن إلى مواد متصلبة (متماسكة) تنتهي بتكوين أنواع مختلفة من الصّخور. ويمكن أن تنتج صخور معينة عن عملية تصخر دون غيرها. وإن عمليات التصخُر هي التي تُميز ما بين التربة والصُخور التي قد تتشابه في تراكيبها المعدنية، حيث أن من أهم عمليات التصخُر هي:
- الالتحام والالتصاق (cementation): حيث تلتحم المواد المعدنية المتفتتة إلى مواد مُتصلبة بواسطة أي من المواد اللاحمة التالية: الكلس، الدولومايت، الكوارتز، أكسيد الحديد، الاوبال (opal)، الأنهادرايت (anhydriteK)، البارايت (pyrite)، حيث يتم تزويد المعادن المفتتة بهذه المواد بواسطة الماء عبر الفراغات الهوائية فيها. كما تعمل المواد اللاحمة على تماسك الحبيبات المعدنية الخشنة. وقد تصبح في حالة جفافها أكثر صلابة من الصخر الناتج.
- الاندماج (compaction) والتجفيف (dissication): يمكن أن تتحجر المواد الناعمة القوام التي لا تسمح بتسرّب الماء عبر مساماتها، إلا ببطء أو صعوبة في حالة تعرّضها للاندماج الذي يؤدي إلى تناقص حجم الفراغات، كما أنها تفصل بين حبيبات المعادن، من خلال الضغط الذي ينتج عن تزايد وزن الرواسب التي تعلوها، أو بفعل الهزّات الأرضية.
كما يؤدي التجفيف أيضاً إلى نفس النتيجة، حيث أن تبخر الماء الذي يخرج من الفراغات الهوائية يعمل على اندماج المواد المتفتتة، ذلك بعكس عمليات الترطيب (wetting)، أو إضافة الماء إلى الفتات المعدني التي تؤدي إلى سيولتها، كما هو الحال في التكتونيات الطينية التي تتصلب وتتقلص حجماً بالتجفيف، بينما تصبح أكثر سيولة وانتفاخاً بالترطيب. - التبلور (crystallisation): تتكوَّن في الصخور الرسوبية، كما تؤدي عملية التبلور إلى التحجّر والتصلب، حيث ينطبق ذلك على مواد اللافا البُركانية التي تتصلب عن طريق التبلور الناتج عن انخفاض درجة حرارتها، حيث أن الصخور النارية (الخارجية والباطنية) تتفاوت في سرعة تبريدها. فإن تأثير التبلور يكون أكثر وضوحاً في الصُخور الأبطأ تبريداً؛ ممّا يزيد من خشونة في قوامها، كما هو الحال بالنسبة لصخر الغرانيت. ومن ناحية أخرى يؤدي التبلور أيضاً إلى تصلّب بعض الرواسب الكيميائية، من خلال ارتفاع درجة الحرارة وعملية التبخر، كما هو الحال بالنسبة للصُخور الملحية التي تنتشر في الأقاليم الجافة.